وروى باسناده عن الشعبي قال : " نزلت في علي والعبّاس تكلّما في ذلك " [1] . وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن سير ين قال : " قدم علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة فقال للعبّاس : يا عم ألا تهاجر ؟ ألا تلحق برسول الله ؟ فقال : أعمّر المسجد الحرام وأحجب البيت ، فأنزل الله : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [2] . روى الحاكم باسناده عن أنس بن مالك قال : " قعد العبّاس بن عبد المطلب وشيبة صاحب البيت يفتخران حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب فقال له العباس : على رسلك يا ابن أخي ، فوقف له علي فقال له العبّاس : إن شيبة فاخرني فزعم انه أشرف مني ، قال : فماذا قلت له يا عماه ؟ قال : قلت له : أنا عمّ رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف منك ، فقال علي لشيبة : فما قلت يا شيبة ؟ قال : قلت له : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك عليه كما أئتمنني ؟ فقال لهما علي : اجعلا لي معكما فخراً ، قالا : نعم ، قال : فأنا أشرف منكما ، أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة ، وهاجر وجاهد ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجثوا بين يديه فأخبر كل واحد منهم فأرسل إليهم ثلاثتهم حتى أتوه فقرأ عليهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) إلى آخر العشر [3] .
[1] جامع البيان ( الطبري ) ج 10 ص 96 . [2] شواهد التنزيل ج 1 ص 246 رقم / 332 . [3] شواهد التنزيل ص 249 / رقم 337 ، ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص 88 ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 316 ، مخطوط والكنجي في كفاية الطالب ص 238 مع فرق .