وروى الحبري بسنده عن ابن عباس قوله ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) المؤذن يومئذ عن الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب عليه السّلام أذّن بأربع : لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله أجل فأجله إلى مدته . ولكم أن تسيحوا في الأرض أربعة أشهر [1] . وروى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : نزلت هذه الآية بعدما رجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من غزوة تبوك في سنة سبع من الهجرة ، قال : وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة ، وكان سنة في العرب في الحج انّه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف ، وكل من وافى مكة يستعير ثوباً ويطوف فيه ثم يرده ، ومن لم يجد عارية اكترى ثياباً ومن لم يجد عارية ولا كراء ولم يكن له إلاّ ثوب واحد طاف بالبيت عرياناً ، فجائت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوباً عاريةً أو كراء فلم تجده ، فقالوا لها : إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها فقالت : وكيف أتصدق بها وليس لي غيرها ؟ فطافت بالبيت عريانة ، وأشرف عليها الناس فوضعت إحدى يديها على قبلها والأخرى على دبرها فقالت مرتجزة : < شعر > اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله < / شعر > فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت : إنّ لي زوجاً ، وكانت سيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل نزول سورة البراءة إن لا يقاتل إلا من قاتله ولا