وروى ابن المغازلي باسناده عن ابن عباس " في قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) قال نزلت في علي " [1] . روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس : " ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ) يعني يتمّون وضوءها وقراءتها ، وركوعها ، وسجودها . ( وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وذلك إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلّى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه ، فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر ، إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين ، فلم ير في المسجد احداً خلا علياً فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي يصلى له إن تتصدق علي بما أمكنك وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه فمد يده فوضعها على ظهره ، وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ، ومضى وهبط جبرئيل فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي لقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، اقرأ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) " [2] .
[1] المناقب ص 311 رقم / 354 . قال محمّد باقر البهبودي في ذيل هذا الحديث : المراد بهذه الولاية هي التي قد ذكرت في قوله تعالى : ( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) ولما كان هذه الولاية خاصاً بالله عزّوجل ، فإنه هو النور لا ظلمات فيه ثم برسوله كما قال عزّوجل : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) كان الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى حاجة ماسة إلى من يقوم مقامه ، ويعرف الكتاب حق معرفته ليعرف النور ويتمسك به ، ويعرف الظلمات فيدعها ، ولذلك احتاج في الآية الكريمة إلى تفسير . ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) لئلا يتوهم المسلمون اطلاقه لكل مؤمن ، فقال تفسيراً لهم وتمييزاً عن غيرهم : ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فوصفهم بميزة واحدة وهو اعطاء الزكاة في حال ركوع الصلاة ، فعلى المسلمين أن يتفحصوا حتى يعرفوا من الذين كان فيه هذا الوصف . [2] شواهد التنزيل ج 1 ص 164 ص 168 رقم / 221 / 227 .