إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فلما بلغت الحواميم قال لي أمير المؤمنين : قد بلغت عرايس القرآن . فلما بلغت رأس العشرين من حم عسق ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ ) [1] بكى حتى ارتفع نحيبه ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : يا زر أمّن على دعائي ، ثم قال : اللّهم إني أسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ، ووجوب رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة والنجاة من النار ، يا زر ، إذا ختمت القرآن فادع بهذا فان حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرني إن ادعوا به عند ختم القرآن " [2] . قال ابن أبي الحديد : " عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام . قال : كان علي عليه السّلام إذا صلّى الفجر لم يزل معقباً إلى أن تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلمهم الفقه والقرآن " [3] . روى الحافظ ابن مردويه بسنده عن أنس قال : " كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بيت أم حبيبة بنت أبي سفيان فقال : يا أم حبيبة اعتزلينا فإني على حاجة ، ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء ، ثم قال : إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين ، وأولى الناس بالناس ، فقال أنس : فجعلت أقول اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، قال : فدخل علي عليه السّلام فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجعل
[1] سورة الشورى : 22 . [2] المناقب الفصل السابع ص 43 . [3] شرح نهج البلاغة ج 4 ص 109 بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم .