وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وانه تلميذه وخريجه وقيل له : اين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط " [1] . روى محمّد بن رستم باسناده عن أنس عن رسول الله أنه قال لعلي : " أنت أخي ووزيري وخير من أخلّف بعدي وتقضي ديني وتنجز موعدي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل " [2] . قال الزرندي : " قال الشعبي : ما كان أحد من هذه الأمة اعلم بما بين اللوحين وبما أنزل على محمّد صلّى الله عليه وآله من علي " [3] . وروى ابن عساكر باسناده عن سيف بن وهب ، قال : " دخلت على رجل بمكة يكنى أبا الطفيل ، فقال : أقبل علي بن أبي طالب ذات يوم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيّها الناس سلوني قبل إن تفقدوني . فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي ، فيما أنزلت ولا اين نزلت ولا ما عني بها " ( 4 ) . وروى باسناده عنه قال : " سمعت علياً وهو يخطب الناس فقال : يا أيّها الناس سلوني فإنكم لا تجدون احداً بعدي هو اعلم بما تسألونه منّي ، ولا تجدون احداً اعلم بما بين اللوحين مني ، فسلوني " ( 5 ) .
[1] شرح نهج البلاغة طبع مصر ج 1 ص 6 . [2] تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 185 مخطوط . [3] نظم درر السمطين ص 128 . ( 4 و 5 ) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 20 رقم 1036 وص 22 رقم 1040 .