فاسلك مع علي ودع الناس ، انه لن يدلّك على ردى ولن يخرجك من الهدى " [1] . وروى ابن عساكر باسناده عن مالك بن جعونة عن أم سلمة ، قالت : " والله إن عليّاً على الحق قبل اليوم وبعد اليوم ، عهداً معهوداً وقضاءً مقضياً . قلت : أنت سمعته من أم المؤمنين ؟ فقال : أي والله الذي لا إله إلاّ هو . ثلاث مرات ( قال سلمة بن كهيل ) : فسألت عنه فإذا هم يحسنون عليه الثناء " . وباسناده عن أبي ليلى الغفاري ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو معي في السماء الأعلى ، وهو الفاروق بين الحق والباطل " [2] . دلالة الحديث وعلى الجملة ، فإنّ حديث " علي مع الحق والحق مع علي " قد رواه أئمة أهل السنّة بأسانيدهم عن عدّة من الصحابة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقد رووه عن أمير المؤمنين ، وعن السيّدة أم سلمة أم المؤمنين ، وعن سعد بن أبي وقّاص وأبي سعيد الخدري وكعب بن عجرة وعائشة بنت أبي بكر ، قال الهيثمي - بعد أن أورده عن أبي سعيد - : " رواه أبو يعلى ورجاله ثقات " [3] ومن الأعلام من رواته : الترمذي والطبراني والحاكم والخطيب وابن عساكر والبزّار وأمثالهم . فإذا كان " علي مع الحق والحق مع علي " عليه السلام ، فما هو حكم الذين
[1] تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 203 . [2] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 120 رقم 1163 . [3] مجمع الزوائد ج 7 ص 234 .