ولوضوح دلالته على أفضلية أمير المؤمنين من غيره من وجوه : أمّا أوّلاً : فلأنّ سدّ أبواب غيره وإبقاء بابه مفتوحاً كان بأمر من الله عزّ وجل ، ولو لا دلالته على الأفضلية لما وقع الاعتراض ممّن اعترض ، ولما اضطرّ رسول الله لأن يحلف قائلاً : " والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتّبعته " أخرجه جماعة وقال الحاكم : " هذا حديثٌ صحيح الإسناد " بل في بعض الألفاظ نسبة السدّ إلى الله قال : " ولكنّ الله سدّها " . وأمّا ثانياً : فلأنّه يدل على المساواة بينه وبين النبي صلّى الله عليه وآله في بعض الأحكام الشرعيّة ، وهذا من خصائصه الدالّة على أفضليته ، قال رسول الله له : " لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك " أخرجه الترمذي . وأمّا ثالثاً : فلأنّه يدلُّ على المساواة بينه وبين هارون ، وأيضاً : المساواة بين ولده وولد هارون ، وهذا يقضى أفضليته من سائر أصحاب رسول الله مطلقاً . وأمّا رابعاً : فلأنّ بعض أصحاب النبي تمنّى أن تكون هذه المنزلة له ، كعبد الله ابن عمر ، الذي روى عنه ذلك أحمد بن حنبل بسند معتبر . وأمّا خامساً : فلأن بعضهم استدل به على أفضليته عليه السلام ، قال ابن عمر : " أمّا علي ، فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله ، قد سدّ أبوابنا في المسجد وأقر بابه " أخرجه النسائي بسند صحيح . وإن شئت تفصيل الكلام فيه والتحقيق حول حديث خوخة أبي بكر فارجع إلى كتاب ( الرسائل العشر - الرسالة السابعة ) للسيد علي الحسيني الميلاني .