إذن ، لا كلام في ثبوت الحديث وقطعيّة صدوره عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولا يصغى إلى المشكك في ذلك حتّى المعاند مثل ابن تيمية . . . . فحاول بعضهم أن يتكلَّم في دلالة على الإمامة والولاية العامّة بعد رسول الله . لكن حديث المنزلة من أقوى أدلّة إمامة أمير المؤمنين ، لأن النبي قد نزّل عليّاً من نفسه بمنزلة هارون من موسى ، ونحن نعلم أن أولى منازل هارون هي الخلافة والوزارة لموسى وكونه شريكاً له في الرسالة والهداية ، وهل ثبت هذا المقام العظيم لغير أمير المؤمنين من أصحاب رسول الله ؟ كما أنّ هذا الحديث يدل على عصمة أمير المؤمنين وعلى أخوّته لرسول الله وأولويته به من غيره ، كما يدل على خصائص له غير ذلك ، كقضية البيتوتة في المسجد ، إذ جعل علي وأولاده بمنزلة هارون وذريّته ، وهذا ما لم يكن لأحد من الصحابة ، حتى أن بعضهم قد اعترض على النبي في ذلك فأجاب بأنه أمرٌ من الله عزّوجلّ . هذا ، وأنت تجدُ بيان هذه الأمور بالتفصيل استناداً إلى كتب أئمة الحديث والتفسير من أهل السنّة ، وتجد دفع الشبهات حول هذه الدلالات في الأجزاء من كتاب ( نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار ) وبالله التوفيق .