الأبواب ، وذلك لأن أبواب مساكنهم كانت شارعة إلى المسجد ، فنهى الله تعالى عن دخول المساجد مع وجود الحيض والجنابة ، فعم النبي بالنهي عن الدخول في المسجد والمكث فيه للجنب والحائض ، وخص علياً بالإباحة في هذا الموضع وما ذاك دليل على إباحة المكروه له ، وإنما خص بذلك لعلم المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنه يتحرى من النجاسة هو وزوجته فاطمة وأولاده صلوات الله عليهم ، وقد نطق القرآن بتطهيرهم في قوله عزّوجل [1] ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [2] . وروى السمهودي عن عبد الله بن مسلم الهلالي عن أبيه عن أخيه ، قال : " لما أمر بسد أبوابهم التي في المسجد خرج حمزة بن عبد المطلب يجر قطيفة له حمراء وعيناه تذرفان يبكي يقول : يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمك ؟ فقال : ما أنا أخرجتك ولا أسكنته ولكن الله أسكنه " [3] . وقال : " أسند ابن زبالة ويحيى من طريقه عن رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : بينما الناس جلوس في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ خرج مناد فنادى : أيّها الناس ، سدوا أبوابكم ، فتحسحس الناس لذلك ولم يقم أحد ، ثم خرج الثانية ، فقال : أيّها الناس سدوا أبوابكم فلم يقم أحد ، فقال الناس : ما أراد بهذا ؟ فخرج فقال : أيّها الناس سدوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب ، فخرج الناس مبادرين وخرج حمزة بن عبد المطلب يجر كساءه حين نادى سدوا أبوابكم قال : ولكل رجل منهم باب إلى المسجد ، أبو بكر وعمر وعثمان
[1] كفاية الطالب ص 202 . [2] سورة الأحزاب : 33 . [3] وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج 2 ص 477 .