قلت : وشاهد ذلك حكمه على لاهز بأنه غير ثقة ولا مأمون ، ثم صرّح - وهذا عجيب - بأنه مجهول ، إذ المجهول لا يقدح في عدالته وإنما يمكن أن يقدح في حديثه .
حديث جابر بن سمرة قال الطبراني : حدثنا عبدان بن أحمد ، حدثنا يوسف بن موسى - القطان - ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، حدثنا ناصح ، عن سماك ، عن جابر - بن سمرة - قال : قالوا : يا رسول الله ! من يحمل رأيتك يوم القيامة ؟ قال : « من يحسن أن يحملها ؟ ! إلا من حملها في الدنيا : علي بن أبي طالب » [1] .
والحديث سنده صحيح رواته ثقات : ما عدا ناصح ، وهو ناصح بن عبد الله المحملي أبو عبد الله ، قال ابن حبان : كان شيخاً صالحاً ، يروي عن الثقات ما ليس يشبه حديث الاثبات ، وينفرد بالمناكير عن ثقات المشاهير ، غلب عليه الصلاح ، فكان يأتي بالشيء على التوهم ، فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه ، ضعفه ابن معين والنسائي ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال الترمذي : ليس بالقوي عند أهل الحديث [2] .
قلت : ضعفه وتركه ليس بسبب فسقه وعدم عدالته إذ قد غلب عليه الصلاح ، وإنما بسبب عدم ضبطه وانفراده بالغرائب ، وعليه فحديثه يكتب للاعتضاد ، ويصح الاستشهاد به ، ولذا روى عنه الترمذي في سننه ، وقال

[1] المعجم الكبير : 2 / 247 .
[2] كتاب المجروحين لابن حبان : 3 / 54 * تهذيب الكمال : 29 / 261 رقم 6354 .

411