بعض التفسير فسمعته من الكديمي .
قال الخطيب : لم يزل الكديمي معروفاً عند أهل العلم بالحفظ مشهوراً بالطلب ، مقدماً في الحديث حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير ، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه ولم ينشطوا للسماع منه .
قال الدارقطني : كان الكديمي يتهم بوضع الحديث وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصويه بن عبيد الله الذي أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا أبو كبر الأدمي ، قال : دخلت على موسى بن هارون ، منصرفي من مجلس الكديمي ، فقال لي : ما الذي حدثكم الكديمي اليوم ؟ فقلت : حدثنا عن شاصويه اليمامي بحديث ، وذكرته له ، فقال موسى : أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد ! ! ! فنقل هذا الكلام إلى الكديمي ، فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي ، وقال : بلغني أن هذا الشيخ - يعني موسى - تكلم فيّ ونسبني إلى أن حدثت عمّن لم يخلق ، وقد عقدت بيني وبينه عقدة ، لا نحلها إلا بين يدي الملك الجبار ، ثم أملى علينا [1] .
قلت : لقد قال موسى بن هارون أمراً عظيما ، بنسبته الكذب إلى الكديمي ، وما أكثر ذلك في أحوال الرواة ورميهم بالكذب والافتراء ، جهلاً وتسرعاً وحسداً .
قال العجلي مستملي ابن شاهين : سمعت بعض شيوخنا يقول : لما

[1] تاريخ بغداد : 4 / 206 رقم 1890 .

354