نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 300
المقصود من ذلك أن سورة التكوير هي تمسح زمن الوقائع قد مرت بالليل فإذا هو قد ( عسعس ) . وحينما مرت به سورة الانشقاق وباتجاه مطابق وجدته مجتمعاً على حال الوسق فجاء النص " والليل وما وسق " . السهام الكبيرة إذن تمثل في هذا الموضع آخر فقرة من السياق . وهنا يمكن ملاحظة سرعة حركة السياق . فقد التقت الانشقاق بنفس الموضع الذي مرت به التكوير لكنها تجاوزنه بسرعة إلى وقائع أبعد فهذه السرعة في مسح محور الزمان جعلت وصف الليل مختلفاً - ففي الوقت الذي كان هذا الموضع هو نهاية الحركة بالنسبة للتكوير فهو نقطة مرور بالنسبة للانشقاق . هذه العلاقات الدقيقة في هذا المثال تصلح لإيضاح جميع نقاط الالتقاء في السياق القرآني بين موارده المختلفة . والذي يهمنا هنا ما يتعلق بطور الاستخلاف أي الجزء المبدوء بنفي القسم ، فلنلاحظ هذا الجزء على ضوء اللغة والتفاسير المختلفة وبعد ذلك تستخلص الدلالة اللغوية عن طريق النظام القرآني كما هو الحال في هذا المنهج : ( فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ( 16 ) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ( 17 ) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ( 18 ) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ( 19 ) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ( 20 ) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ ( 21 ) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ( 22 ) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ( 23 ) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 24 ) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ( الانشقاق : 16 / 25 ) . يتضمن هذا الجزء إذن بعض الوقائع المختلفة لفظياً عن ما جاء أول السورة من وقائع . ويرى الاعتباط اللغوي إن هذه الحوادث بمجموعها تتحدث عن يوم القيامة بل يراها تتحدث في كل القرآن عن يوم القيامة ! ومعلوم أن هذا التصور بعيد كل البعد عن البلاغة لأن المتكلم إذا ذكر وقائع معينة في معرض التهديد والوعيد فأعادتها مرة أخرى مع القسم هو من عادة المخلوقين
300
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 300