نام کتاب : سبل الهدى والرشاد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 1 صفحه : 430
في لغة غيرهم . وأفصح : أفعل تفضيل من فصح الرجل : جادت لغته لا من أفصح إذا تكلم بالعربية ، لأن أفعل التفضيل لا يبنى إلا من ثلاثي . وفي الصحاح : رجل فصيح وكلام فصيح أي بليغ . ولسان فصيح أي طلق . ومرجع الفصاحة إما إلى الوضوح ، ومنه : أفصح الصبح إذا بدا ضوءه . ويقال لكل واضح : مفصح . أو إلى الخلوص . ومنه : أفصح اللبن إذا أخذت منه الرغوة ولهذا مزيد بيان في باب بيان صفاته الحسية صلى الله عليه وسلم . " أكثر الأنبياء تبعا " : بفتح التاء الفوقية والموحدة : جمع تابع كخدم جمع خادم . روى مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد " وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة " وأرجو أن أكون أكثرهم تبعا " لعله قبل أن يكشف له عن أمته ويراهم . وقد حقق الله تعالى رجاءه صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص . " الأكرم " : المتصف بزيادة الكرم على غيره . وقال بعض العلماء : الكرم كالحرية إلا أنها يقال في صغير المحاسن وكبيرها ، والكرم لا يقال إلا في كبيرها فقط ولذا قال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . روى الدارمي عن ابن عباس - رضى الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر " [1] . ومن كرامته صلى الله عليه وسلم على ربه أنه أقسم بحياته وأشفق عليه فيما كان يتكلفه من العبادة وطلب منه أن يقللها ، ولم يطلب ذلك من غيره بل حضهم الله على الزيادة . وأقسم له أنه من المرسلين وأنه ليس بمجنون وأنه لعلى خلق عظيم وأنه ما ودعه وما قلاه . وولد صلى الله عليه وسلم مختونا لئلا يرى أحد عورته ، واستأذن عليه ملك الموت في الدخول وفي قبض روحه الزكية ولم يفعل ذلك بأحد قبله . وهذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه قال تعالى : ( وربك الأكرم ) ومعناه : الذي له الكمال في زيادة الكرم على كل كريم . أو الذي أنعم على عباده بالنعم التي لا تحصى ويحلم عليهم فلا يعاجلهم بالعقوبة على كفرانها سبحانه وتعالى . " أكرم الناس " . " أكرم ولد آدم " : كما سيأتي إن شاء الله تعالى في حديث الشفاعة .