على أن المعصوم « عليه السلام » لا يطلب المعجزة ولا يستعمل ولايته ومنها اسم الله الأعظم إلا بإذن أو أمرٍ من الله تعالى ! فالأصل عنده أن يعمل ويعيش بالأسباب العادية إلا إذا أبلغه الله تعالى بهاتف أو إلهام أو أي طريق ، أن يعمل شيئاً أو يدعوه بشئ ! وهذا معنى تفوُّق النبي « صلى الله عليه وآله » وعترته على غيرهم ، بأنهم لم يقترحوا على ربهم عز وجل شيئاً ، بل كانوا في قمة العبودية والتسليم لربهم عز وجل . وتبلغ معجزات الإمام زين العابدين « عليه السلام » أكثر من مئة معجزة ، روتها مصادرنا وروت نحو نصفها مصادر أتباع الخلافة ! وقد أوردنا فيما تقدم بعضها ، ومنها أن عبد الملك كان يطوف فرأى الإمام « عليه السلام » وعتب عليه لماذا لا يزوره لينال من دنياه ، فبسط الإمام رداءه ودعا الله أن يريه كرامة أوليائه ، فملأ الله رداءه جواهر . ( الثاقب / 365 ، والخرائج : 1 / 255 ) . ومعجزته عندما كان يصلي فوقع طفله في البئر وصاحت النساء فلم يلتفت حتى أكمل صلاته فتقدم إلى البئر فارتفع الماء والصبي عليه فتناوله ! وسيأتي في علاقته « عليه السلام » مع العُبَّاد والمتصوفة أن أهل مكة استسقوا بهم فلم يستجب الله دعاءهم ، واستسقى الإمام « عليه السلام » فأنزل الله المطر ! ويطول الكلام لو أردنا استقصاء ما روي من معجزاته وكراماته « عليه السلام » . وقد عقد لها المجلسي « رحمه الله » باباً خاصاً : 46 / 20 ، وعَنْوَنَ لها في الدر النطيم / 588 ، وروى عدداً منها في الصراط المستقيم : 2 / 180 ، ورواها غيرهم في سيرته العطرة « عليه السلام » .