وقطعان المواشي ، فأعطى أكثرها للمؤلفة قلوبهم من زعماء قبائل قريش ، الذين أطلقهم بالأمس ، حتى اعترض الأنصار ، واعترض عليه الطامعون النهمون حتى بعد تقسيم الغنائم ، وأحاطوا به وأخذ بعضهم رداءه « صلى الله عليه وآله » ! قال في الأحكام السلطانية / 51 : ( وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن الناس اتبعوا رسول الله ( ص ) عام حنين يقولن إقسم علينا فيأنا ، حتى ألجؤوه إلى شجرة فاختطف عنه رداؤه ! فقال : ردوا عليَّ ردائي أيها الناس ، والله لو كان لكم عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم ، وما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً ، ثم أخذ وبرة من سنام بعيره فرفعها وقال : يا أيها الناس ، والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة ، إلا الخمس والخمس مردود فيكم ) . انتهى . ثم كذبوا على الشجرة وقالوا إنها خطفت رداء النبي « صلى الله عليه وآله » ليستروا على صاحبهم الصحابي الذي سرقه ! فروى البيهقي في سننه : 9 / 102 ، نفس الحديث ونصه : ( أن النبي ( ص ) لما قفل من غزوة حنين رهقه الناس يسألونه ، فحاصت به الناقة فخطفت رداءه شجرة ! فقال : رودا عليَّ ردائي ! أتخشون عليَّ البخل ، والله لو أفاء الله عليكم نعماً مثل سَمَر تهامة ( نوع من الشجر البري ) لقسمتها بينكم ، ثم لا تجدونني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً ، ثم أخذ وبرة من وبر سنام البعير فرفعها وقال : ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم ) . انتهى . ومعنى قوله « صلى الله عليه وآله » إن الخمس مردود عليهم ، أن هذه المالية التي جعلها الله تعالى له ولآله « صلى الله عليه وآله » لا ينفقون منها على أنفسهم إلا أقل القليل ، بل ينفقونها فيما ينبغي من الأعمال والمسلمين المحتاجين . ومع موارده الواسعة عاش النبي « صلى الله عليه وآله » فقيراً ! في الكافي : 2 / 134 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : ( قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : ما لي