الإمام المهدي « عليه السلام » له في مكانه ، قال : ( ينصبه في مكانه الحجة في الزمان « عليه السلام » كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين « عليه السلام » في مكانه فاستقر . . . ) . انتهى . أقول : إقرأ جيداً قول ذلك الشيخ المكي في رواية الكافي الصحيحة : ( إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثم مضى ! فقال الحجاج : من هو ؟ قال : علي بن الحسين ! فقال : معدن ذلك ) ، فهو يدل على أن الإمام « عليه السلام » كان معنياً ببناء الكعبة وأنها جاء وقاس أساسها . كما يدل على أسرار أودعها الله تعالى في الكعبة وبقعتها والحجر الأسود ، وبعض أحكامها ، وارتباط أمرها بأهل بيت الله تعالى وبيت النبي « صلى الله عليه وآله » . وأخيراً ، فقد قال عمر بن عبد العزيز : ( لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج ، لزدنا عليهم ) ! ( نثر الدرر للآبي / 286 ) . ونسي عمر أن الحجاج عبدٌ مأمورٌ لجده عبد الملك ، فخبثه فرعٌ من خبثه ! 8 - علاقته « عليه السلام » مع الناصبي المتطرف ابن الزبير تزوج العوَّام بن خويلد الزهري ، بصفيَّة بنت عبد المطلب عمة النبي « صلى الله عليه وآله » ، وولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة ، وقتل أبوهم في حرب الفجار قبل الإسلام ، فَرَبَّتْهُمْ أمهم في كنَف أبيها وإخوتها أعمام النبي « صلى الله عليه وآله » ، وكان لها ابنة من زوجها السابق المتوفى الحارث بن حرب بن أمية . وأسلمت صفية وأولادها وهاجروا إلى المدينة ، واستشهد ابنها السائب في حرب اليمامة ، واشتهر الزبير وتزوج بأسماء بنت أبي بكر . وكان في جوِّ أخواله بني هاشم ، واعتبر السقيفة مؤامرة على وصية النبي « صلى الله عليه وآله » بالخلافة لعلي والعترة « عليهم السلام » ، وكان موقفه شديداً ضد أبي بكر وعمر ، وشهر سيفه في وجه