على الخروج إلى حرب الزبير أنشدته زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية أن لا يخرج بنفسه ويبعث غيره فأبى ، فلم تزل تلح عليه في المسألة وهو يمتنع من الإجابة ، فلما يئست منه بكت وبكى من حولها من جواريها وحواشيها ، فقال عبد الملك : قاتل الله كُثَيِّراً كأنه رأى موقفنا هذا حين قال : < شعر > إذا ما أراد الغزو لم يَثْنِ همَّهُ * فتاةٌ عليها نظم در يزينها نهته فلما لم تر النهيَ عاقهُ * بكت فبكى مما شجاها قطينها < / شعر > ثم عزم عليها أن تقصر فأقصرت وخرج لقصده ، فنظر إلى كُثَيِّر في ناحية عسكره يسير مطرقاً فدعا به . . فقال : ذكرتُ الساعة بيتين من شعرك فإن أصبتَ ما هما فلك حكمك ! فقال : نعم أردت الخروج فبكت عاتكة وبكى حشمها فذكرت قولي : إذا ما أراد العزم . . الخ . فقال : أصبت فاحتكم فأعطاه ما أراد . ثم نظر إليه عبد الملك يسير في عرض الموكب متفكراً فقال : عليَّ يا ابن أبي جمعة فقال : إن عرفتك في أي شئ كنت تفكر فلي حكمي ! فقال : نعم . قال : كنت تقول أنا في شر حال ، خرجت في جيش من أهل النار ليس على ملتي ولا مذهبي ، يسير إلى رجل من أهل النار ليس على ملتي ولا على مذهبي يلتقي الخيلان فتصيبني سهم غرب فأتلف ، فما هذا ؟ ! فقال : والله يا أمير المؤمنين ما أخطأتَ ما كان في نفسي فاحتكم ! قال : حكمي أن أصلك في عشرة آلاف درهم وأردك إلى منزلك فأمر له بذلك ) . والأغاني : 9 / 29 . 7 - علاقة الإمام « عليه السلام » مع الحجاج بن يوسف الثقفي تقدم في المجلد الثالث شهادة عبد الملك في الجحاج ، وقول الجصاص وهو من أكابر علمائهم : ( لم يكن في العرب ولا آل مروان أظلم ولا أكفر ولا أفجر من عبد الملك ، ولم يكن في عماله أكفر ولا أظلم ولا أفجر من الحجاج ! )