29 - من تزويرات ابن تيمية والذهبي ضد الإمام وأهل البيت « عليهم السلام » لا يتسع المجال لاستيفاء تحريفات المخالفين وتزويرهم لسيرة الإمام زين العابدين « عليه السلام » ، فهي كثيرة ، وغرضها العام التخفيف من ظلم قريش عامة وبني أمية خاصة ، والتنقيص من مقام علي وأهل البيت « عليهم السلام » والطعن فيهم . ومن أمثلتها المفضوحة أن المؤرخين اتفقوا على أن عمر بن سعد بعد أن قتل الحسين « عليه السلام » وأهل بيته وأصحابه ، أسر الإمام زين والعابدين « عليه السلام » ومن بقي منهم مع نسائهم وأطفالهم وبعث بهم مع الرؤوس الطاهرة إلى ابن زياد في الكوفة ، وأن ابن زياد راسل يزيداً فأمره أن يرسلهم إليه فأرسلهم إلى الشام . لكن إذا أردت إنكار ذلك ؟ فيدلك ابن تيمية على طريقة بسيطة استعملها في رده على العلامة الحلي « قدس سره » ! وهي أن تضم شيئاً لم يقع إلى الجريمة ، ثم تنفيه بعبارة ملتوية تشملهما ! فهو يقول لك إذا قتل من تحبه شخصاً فبإمكانك أن تقول : زعموا أنه قتله وشرب دمه وهذا والله كذب . وأنت تقصد شربه من دمه ، وأنت صادق ! قال ابن تيمية في منهاجه : 8 / 104 : ( ومثل هذا الكذب الظاهر قول بعض الكذابين إنه لما سبيَ بعض أهل البيت حملوا على الجمال عرايا فنبتت لهم سنامات من يومئذ وهي البخاتي ! وأهل البيت لم يُسْبَ أحد منهم في الإسلام ، ولا حمل أحد من نسائهم مكشوف العورة ) . انتهى . أقول : علم الله أني لم أقرأ طول عمري ولم أسمع ، مع أني من بلاد الشام التي عاش فيها ابن تيمية ، أن أحداً من الشيعة أو السنة قال إن البخاتي نبت لها سنام ثانٍ من ركوب سبايا أهل البيت « عليه السلام » عليها ، ولا سمعت أحداً قال إنهنَّ سبينَ عرايا ! حتى قرأت ذلك من ابن تيمية !