responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 258


ولم يكن ما قام به عمرو بن العاص من مبايعته معاوية كافيا وحده لتثبيت ملك صاحبه ، بل كانت هناك أمور جديرة بالذكر والاعتبار منها :
الأول : اضطراب حالة جند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذي أراد معاودة الكرة على معاوية . ولكن ماذا كان يصنع وقد أصاب جنده خلل واضطراب فاختلفوا على أمرهم ، وخرجت من بين صفوفه الخوارج ، ولم يكن من شيعته إلا أن تسلل رجالها من معسكرهم فأصبح المعسكر خاليا ؟
ولما دخل الكوفة ودعا رؤساءهم ووجوههم وسألهم عن رأيهم فمنهم المعتل ومنهم المكره ، وأقلهم من نشط حيث فضلوا الدعة على تلك الحروب المستطيرة التي كادت تستأصلهم ، فكان هو وجنده كما قال أخو هوازن :
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد فلما عصوني كنت منهم وقد أرى * مكان الهدى أو أنني غير مهتد الثاني : اتحاد جند معاوية - أما حال أهل الشام مع معاوية فكانت على العكس من ذلك ، جند مطيع ، وقلوب متحدة وفي هذا كفاية لمن يريد العظائم ، ولذلك كان شأنه دائما في علو .
ولعل كثيرا من جند علي إنما تخاذلوا عن نصره بعد ما كان من الحكم ، وبعدما اعتقدوا أنهم غير مكلفين نصره ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يجهروا بذلك ، لأن أنصار علي من الثائرين بعثمان كانوا ذوي بأس .
وكان من أثر تلك القوة المتحدة التي كانت مع معاوية بن أبي

258

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست