نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 208
قال بطل ذلك كله في أمر أيوب ( ع ) فأشيروا علي قالوا نشير عليك أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة من أين أتيته قال من قبل امرأته قالوا فإنه من قبل امرأته فإنه لا يستطيع أن يعصيها وليس أحد يقربه غيرها قال أصبتم فانطلق حتى أتى امرأته وهي تصدق فتمثل لها في صورة رجل فقال أين بعلك يا أمة الله قالت هو ذلك يحك قروحه ويتردد الدواب في جسده فلما سمعها طمع أن تكون كلمة جزع فوسوس إليها فذكرها ما كانت فيه من النعيم والمال وذكرها جمال أيوب وشبابه وما هو فيه من الضر وأن ذلك لا ينقطع عنهم أبدا . قال الحسن فصرخت فلما صرخت علم أنها قد جزعت فأتاها بسخلة فقال لتذبح هذه إلى أيوب ولا يذكر عليه اسم الله عز وجل فإنه يبرأ . قال فجاءت تصرخ يا أيوب حتى متى يعذبك ربك ألا يرحمك أين المال أين الولد أين لونك الحسن قد تغير وقد صار مثل الرماد اذبح هذه السخلة واسترح قال أيوب أتاك عدو الله فنفخ فيك وأجبتيه ويلك أرأيت ما كنا فيه من المال والولد والصحة من أعطانيه قالت الله قال فكم متعنا به قالت ثمانون سنة قال فمذ كم ابتلاني الله تعالى بهذا البلاء قالت منذ سبع سنين وأشهر قال ويلك ما عدلت وما أنصفت ربك ألا صبرت في البلاء الذي ابتلانا الله به ثمانين سنة كما كنا في الرخاء ثمانين سنة والله لئن شفاني الله عز وجل لأجلدنك مائة جلدة حين أمرتني أن أذبح لغير الله طعامك وشرابك الذي أتيتني به علي حرام أن أذوق مما تأتيني بعد إذ قلت لي هذا فاعزبي عني فلا أراك فطردها فذهبت . فلما نظر أيوب ( ع ) إلى امرأته قد طردها وليس عنده طعام ولا شراب خر ساجدا وقال * ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ) * ثم ردد ذلك إلى ربه فقال * ( وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) * فقيل له ارفع رأسك فقد استجيب لك * ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) * فركض برجله فنبعت عين فاغتسل منها فأذهب الله تعالى عنه كل ألم وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان ثم ضرب برجله فنبعت عين أخرى فشرب منها فلم يبق في جوفه داء إلا خرج فقام صحيحا وكسي حلة فجعل يلتفت فلا يرى شيئا مما كان له من أهل ومال إلا وقد أضعفه الله تعالى فجلس على مكان مشرف . ثم إن امرأته قالت أرأيت إن كان طردني إلى من أكله أدعه يموت جزعا ويضيع فتأكله السباع فرجعت فلا كناسة ترى ولا تلك الحالة التي كانت فجعلت
208
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 208