الله عليه وآله وسلّم اختفى ثلاث سنين بعد نزول السورة المباركة : { يا أيها المدّثر ، قم فأنذر { في بيت الأرقم ; فإذا أراد الصلاة ، ذهب مع جماعة ممن آمن إلى شعب من شعاب مكة وصلّوا . وقوّى هناك ان مدة الاختفاء في بيت الأرقم استمرت حتى ظهرت الدعوة وهي أربع سنوات ; وهكذا في المدة التي حوصروا فيها بشعب أبي طالب بل حبسوا فيها به . وهكذا في الغار ، ومدة من بعدها . بل في جميع أيام البعثة لم يكن له قوة وسلطة لانفاذ تلك الأمور الّا الدعوة إلى التوحيد والرسالة وقليل من اعمال الجوارح . وطبق سياق السؤال فلابد من سلب النبوة عنه صلى الله عليه وآله وسلّم - والعياذ بالله - في تلك المدة المذكورة . ومثل هذا الشخص - الذي يقول هذه المقالة ( 1 ) - خارج عن دائرة الاسلام . وثانياً : صرح علماء أهل السنة على ان القوة والسلطنة الفعلية ليست شرطاً في النبوة والإمامة حيث إذا فقدت ذهبت النبوة والإمامة . قال الشيخ أبو مشكور السلمي الحنفي ; محمد بن عبد الرشيد بن شعيب الكشي - ويعدونه مجدد الألف الثاني - في كتاب ( التمهيد في بيان التوحيد ) ونقل العبارة الأولى ، فلعل العلماء رأوا عدم الحاجة في نقلها في الكتب العربية : " قال : قال بعض الناس بانّ الإمام إذا لم يكن مطاعاً فانّه لا يكون اماماً ; لأنه إذا لم يكن القهر والغلبة له فلا يكون اماماً . قلنا : ليس كذلك ; لان طاعة الإمام فرض على الناس ، فان لم يكن القهر فذلك يكون من تمرد الناس ; وهو لا يعزله عن الإمامة . فلو لم يُطَع الإمام فالعصيان حصل منهم ، وعصيانهم لا يضرّ بالإمامة ، ألا