1 - جاء في الخبر : « ثم انطلق إلى المنبر فوجد عمر بن الخطاب قائماً يوعد الناس . . . فتكلم أبو بكر وقال أنصت ، فأبى عمر أن ينصت ، فتكلم أبو بكر وقرأ الآية وقال : فمن كان يعبد محمداً فقد مات إلهه الذي كان يعبده . . . » . ثم قال الراوي : ( فحلف رجال أدركناهم من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم ما علمنا أنّ هاتين الآيتين نزلتا حتى قرأها أبو بكر يومئذٍ ) ، وهذا مما يلفت النظر حقاً ، كيف يقبل العقل تصديق الراوي على هذا النقل ، فأين هم حفظة الكتاب من الصحابة ؟ ولا غرابة ، فالانفعال يولد الافتعال ، فأبو بكر الذي قال عنه الشيخ الفلاني في كتابه ايقاظ همم أولى الأبصار [1] : ( وقد مات أبو بكر وعمر وهما لم يستتما حفظ جميع القرآن ) يحفظ تلكما الآيتين ، ورجال أدركهم الراوي لم يعلموا بنزولهما حتى قرأهما أبو بكر يومئذٍ ، إنّها لدعوى عريضة ، وإن ثبتت ذلك بالتدوين فلا يعني بالضرورة الثبوت بالتصديق ، ويبقى احتمال الشك في صدق الراوي . 2 - جاء في الخبر : إذ جاء رجل يسعى وقال هاتيك الأنصار . . . يقولون : منّا أمير ومن قريش أمير ، فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان . . . حتى أتياهم ، فأراد عمر أن يتكلم فنهاه أبو بكر فقال : لا أعصي خليفة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في يوم مرّتين . وهنا مثار العجب من كثرة الكذب ، فما أيسر التمويه أن يقول الساعي هاتيك الأنصار . . . يقولون منّا أمير ومن قريش أمير ، بينما تأبى ذلك بقية مدونات الحوليات ومنها تاريخ الطبري ، وإنّ ذلك قالوه بعد ما جاء إليهم أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح في خبر سبق ذكره . ومما في هذا الخبر مما يخالف الصدق حذف اسم أبي عبيدة بن الجراح ، فلم يذكر مع أبي بكر وعمر اللذين انطلقا يتقاودان ، وزاد الراوي في الطين بلّة والتاريخ علّة حين ذكر قول عمر : لا أعصي خليفة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في يوم