نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 693
دونك ، أي لا تمنع أيضا منك ، أي جعلتك متصرفة فيها فتصرفي كيف شئت وأنى شئت لا نضايقك في ذلك ، والحال انك سيدة الأمة والشجرة الطيبة لبنيك الأئمة ( عليهم السلام ) ، لا يليق ولا يصح منع مثلك من أن تتصرفي فيها مثل مالك . ( ولا يوضع من فرعك وأصلك ) أي لا نحط درجتك ، ولا ننكر فضل أصولك وأجدادك وفروعك وأولادك ، وحكمك نافذ في جميع ما ملكته يداي ، ومع هذا كله فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك . وهذا كله إيقاع للناس في الشبهة اني لا أمنع فدك من جهة دنيوية وإنما هو من جهة حكم الشريعة بذلك ، وأنا راض بأن أترك جميع ما أملكه لأجل فاطمة بلا منع ولا مضايقة ولا عداوة بيننا ولا أغراض دنيوية لا أن أرد فدك . فانظر إلى الحيل الشيطانية التي أعملها أبو بكر في أثناء الكلمات المذكورة ، ثم إلى وقاحته في إنشاء هذه الأكذوبة وبيانها بهذا التفصيل في مجمع العامة والخاصة ، ومواجهته بها مع هذه المعصومة المطهرة المحدثة العالمة بالجفر والجامعة ، وبما كان وما يكون إلى يوم القيامة وبعد يوم القيامة ، ثم إلى تصديقه لها فيما تقول ، واذعانه بكونهم ( عليهم السلام ) مسالك الجنة ودلائل الهدى ، ومنعهم عما ادعوا لأنفسهم مما خصه الله ورسوله بهم ، مع العلم بصدقهم وتيقن ثبوت حقهم ، وليس نحو ذلك من الظالمين ببعيد سيما من مثل هذا الجبار العنيد . * * *
693
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 693