نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 688
أن تكوني كأبيك ، فيكون هذا الكلام خديعة للناس ، وايقاعا لهم في الإلتباس والشبهة ان فدكا مال المؤمنين حقا على سبيل الاستحقاق ، فلا تتعرضي لحقهم ، وكوني على حال الملاطفة بهم والعطوفة معهم كما كان أبوك نبي الرحمة ، حيث كان لا يأخذ شيئا من حقوقهم ، ولا يطمع فيما كان لهم . أو أنه تطميع في الحاضرين بأنه انما يأخذ فدك لأجلهم سواء كان حقا أو باطلا ، وانه في مقام إصلاح حالهم فيعاونوه على المسألة ، ويخرج عن قلوبهم تأثير كلماتها الشافية ، ومواعظها الكافية إن أثرت في تلك القلوب القاسية ، وعلى أي تقدير لا يخلو الأمر من المكر والخديعة في الحقيقة ، وإن كان تصديقا لقولها فيما مر من قولها ( عليها السلام ) : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم . . . ) في ظاهر المرحلة . قوله : ( إن عزوناه وجدناه أباك . . . ) جواب ناظر إلى قولها ( عليها السلام ) فيما مر : ( فإن تعزوه تجدوه أبي . . . ) . و ( الإلف ) بالكسر بمعنى الأليف المألوف ، والزوج إلف الزوجة وبالعكس ، وروي ابن عمك بدل إلفك . و ( الأخلاء ) جمع الخليل ، وروي الرجال بدل الأخلاء . وقوله : ( آثره على كل حميم . . . ) أي اختاره ، وهذا ناظر إلى قولها ( عليها السلام ) : ( قذف أخاه في لهواتها . . . ) . و ( الحميم ) بمعنى القريب . و ( الجسيم ) العظيم . وقوله : ( لا يحبكم إلا كل سعيد . . . ) وفي بعض النسخ : ( لا يحبكم إلا سعيد ولا يبغضكم إلا شقي ) ، وفي بعضها : ( إلا العظيم السعادة وإلا الردي الولادة ) . وقوله : ( صادقة في قولك ) لعله تصديق لها في كونها بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحو ذلك لا ينافي غصب فدك ، أو مطلقا كما هو ظاهر كلامه ، أو لا يكون للكاذبة حافظة .
688
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 688