نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 679
والمشهور بين المفسرين أن الآية نزلت في اليهود الذين نقضوا عهودهم ، وخرجوا مع الأحزاب ، وهموا باخراج الرسول من المدينة ، وبدؤوا بنقض العهد وبالقتل ، وقيل : نزلت في مشركي قريش وأهل مكة حيث نقضوا أيمانهم التي عقدوها مع الرسول والمؤمنين على أن لا يعاونوا عليهم أعداءهم ، فعاونوا بني بكر على خزاعة ، وقصدوا إخراج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من مكة حين تشاوروا بدار الندوة ، وأتاهم إبليس على صورة الشيخ النجدي وأغرى القوم على قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى آخر القصة ، فهم بدؤوا بالمعاداة والمقاتلة في هذا الوقت أو يوم بدر . والمراد بالقوم الذين نكثوا أيمانهم في كلامها ( عليها السلام ) اما الذين نزلت فيهم الآية ، فالغرض التعرض بوجوب قتال الغاصبين للإمامة ، الخائنين في حقها ، الناكثين لما عهد إليهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في وصيته وذوي قرباه وأهل بيته ، كما وجب بأمره سبحانه قتال من نزلت الآية فيهم . أو المراد بهم الغاصبون لحق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فالمراد بنكثهم أيمانهم نقض ما عهدوا إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حين بايعوه من الانقياد له في أوامره ، والانتهاء عند نواهيه ، وأن لا يضمروا له العداوة ، فنقضوه ونقضوا ما أمرهم به . والمراد بقصدهم إخراج الرسول عزمهم على إخراج من هو كنفس الرسول ، وهو قائم مقامه بأمر الله وأمره ( صلى الله عليه وآله ) عن مقام الخلافة ، وعلى إبطال أوامره ووصاياه وأهل بيته النازل منزلة إخراجه من مستقره ، وحينئذ يكون من قبيل الإقتباس ، وفي بعض الروايات : ( فبؤسا لقوم نكثوا أيمانهم . . . ) وهو دعاء عليهم نظير قوله تعالى : ( ألا بعدا لعاد قوم هود ) [1] . ونحو ذلك قولها ( عليها السلام ) ( وقد أرى . . . ) الرؤية هنا بمعنى العلم أو النظر بالعين .