نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 611
لأن الشفا بمعنى الشفة فإن شفا البئر وشفتها طرفها كالجانب والجانبة ، وأصله شفو - بالواو - قلبت الواو ألفا في المذكر وحذفت في المؤنث ، قال الأخفش : لما لم تجز فيه الإمالة عرف انه من الواو لأن الإمالة إنما تكون من الياء [1] ، والتثنية شفوان وجمعه أشفاء ، ومنه قولهم : أشفى فلان على كذا أي أشرف عليه كاشراف المريض على الموت . وقوله تعالى : ( شفا جرف هار ) ) أي طرف موضع جرفه السيول أي أكلت ما تحته ، وهار مقلوب من هائر مثل قولهم شاكي السلاح وأصله شائك السلاح على وجه . قولها ( عليها السلام ) : ( مذقة الشارب ونهزة الطامع ) مذقة الشارب - بضم الميم - شربته وهو ما يذاق ويشرب مثل الغرفة بمعنى ما يغرف ، من قولهم : ذقت الشيء أذوقه ذوقا ومذاقا ومذاقة . وأصل الذوق ادراك طعم الشيء بواسطة الرطوبة المنبثة بالعصب المفروش على عضل اللسان ، وقد يطلق الذوق على نفس تلك القوة وعلى القوة الادراكية التي لها اختصاص بادراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية ، وذقت ما عند فلان خبرته وجربته ، وأذاقه الله وبال أمره أي أصابه به . و ( النهزة ) بالضم الفرصة من قولهم : انتهزها أي اغتنمها وبادر وقتها ، وناهزتهم الفرص أي بادرتهم إليها ، والأصل من قولهم نهز رأسه - من باب منع - حركه ، والفرصة محل الحركة والعمل بالشيء وزمان المهلة ونفس المهلة . ونهز فلان راحلته أي دفعها في السير ، ونهز لكذا أي نهض لتناوله ، والمراد من كونهم مذقة الشارب كونهم قليلين ، ومن كونهم نهزة الطامع كونهم محل نهزته كناية عن القلة أيضا أي كنتم أذلاء قليلين يكاد أن يتخطفكم الناس بسهولة ، وكذا قولها ( عليها السلام ) : وقبسة العجلان وموطئ الأقدام .