الموت فعقَّلوا أنفسهم بعمائمهم [1] وكانوا خمس [2] صفوف . فلمّا توافقت الأبطال وتصافّت الخيل للمبارزة والنزال خرج من عسكر معاوية فارس من أهل الشام معروف بشدّة البأس وقوّة المراس يقال له المخراق [3] بن عبد الرحمن [4] فوقف بين الصفّين وسأل المبارزة ، فخرج إليه فارس من أهل العراق يقال له ابن المرادي [5] فتطاعنا بالرماح ثمّ تضاربا بالصفاح وظفر به الشامي فقتله ، ثمّ نزل عن فرسه فاحتزّ [6] رأسه وحكّ بوجهه الأرض وتركه مكبوباً على وجهه ، ثمّ ركب فرسه وسأل المبارزة فخرج إليه فتىً من الأزد يقال له مسلم بن عبد ربّه [7] فقتله الشامي أيضاً وفعل به ما فعل بالأوّل أيضاً . ثمّ ركب فرسه وخرج إلى المبارزة فخرج إليه عليّ ( عليه السلام ) متنكراً فتجاولا ساعة ثمّ ضربه الإمام البطل الهمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالسيف جاءت عاتقه رمت بشقّه [8]
[1] ذكر ذلك الطبري في تاريخه : 4 / 7 ولكن بلفظ " بالعمائم ، فكان المعقلون خمسة صفوف ، وكان يخرجون ويصفّون عشرة صفوف ، ويخرج أهل العراق أحد عشر صفّاً " . وكذلك في وقعة صفين : 213 وقال في الهامش رقم 3 : أي جعلوا العمائم لهم بمثابة العقل - جمع عقال - وفي الأصل " فعلقوا " تحريف ، ولكنه في : 228 قال : وقد قيَّدت عكٌّ أرجلَها بالعمائم ، ثمّ طرحوا حجراً بين أيديهم وقالوا : لا نفرّ حتّى يفرّ هذا الحَكَرُ . وعكٌ تقلب الجيم كافاً . [2] راجع المصادر السابقة . [3] في ( أ ) : المحراق . [4] انظر كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين لابن المطهّر الحلّي : 156 . وذكره ابن أعثم في الفتوح : 2 / 110 باسم المخارق بن عبد الرحمن وكان فارساً بطلا . [5] أورده ابن المطهّر الحلّي في كشف اليقين : 156 باسم : المؤمّل بن عبيد الله المرادي ، وفي الهامش رقم 3 : المؤمّل عبد الله المرادي ، وفي الفتوح لابن أعثم : 2 / 110 : المؤمّل بن عبيد المرادي ، لكن ، وفي الهامش رقم 2 : المؤمن بن عبيد . [6] في ( أ ) : فجرّ ، وفي ( د ) : فجزّ . [7] انظر الفتوح : 2 / 111 ولكنه أضاف : الأزدي . [8] في ( أ ) : بشعثه .