كما افترقت الأُمم قبلهم [1] ، فنعوذ بالله من شرّ ما هو كائن [2] . ثمّ عاد ثانية فقال : إنّه لابدّ ممّا هو كائن أن يكون ، ألا وإنّ هذه الأُمّة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة شرها فرقة تنتحلني [3] ولا تعمل بعملي ، وقد أدركتم ورأيتم ، فالزموا دينكم واهتدوا بهدىُ [ نبيّكم ] محمّد ( صلى الله عليه وآله ) واتبعوا سنّته وأعرضوا ما أُشكل عليكم على القرآن ، فما عرّفه القرآن فالزموه وما أنكره فردّوه وارضوا بالله [ جلّ وعزّ ] رباً وبالإسلام ديناً وبمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) نبياً ورسولا وبالقرآن حَكماً وإماماً [4] . ثمّ سار عليّ ( رض ) من الربذة إلى ذي قار ، وأمّا المحمّدان - محمّد بن أبي بكر ومحمّد بن جعفر ( رض ) - فإنّهما أتيا الكوفة ودخلا بالكتاب على أبي موسى الأشعري ( رض ) فقرأه على الناس فلم يُجابا بشيء ، فلمّا كان الليل دخل ناس من ذوي الحِجى [5] على أبي موسى الأشعري فقرأه على الناس فقالوا : ما ترى في الخروج ؟ فقال : كان الرأي بالأمس ليس اليوم ، إنّ الّذي تهاونتم به فيما مضى هو الّذي جرّ عليكم ما ترون اليوم ، وإنّما هو أمران القعود سبيل الآخر . والخروج سبيل
[1] في ( أ ) : قبلها . [2] انظر الطبري في تاريخه : 5 / 185 ، و : 3 / 494 ط أُخرى ، والكامل في التاريخ : 3 / 115 . [3] في ( ب ) : تنتمي لي . [4] انظر تاريخ الطبري : 5 / 185 ، و : 3 / 494 ط أُخرى ، والكامل في التاريخ : 3 / 115 . [5] أي ذوي العقل والفطنة . وفي الإمامة والسياسة : 1 / 84 هكذا : فلمّا أمسوا دخل رجال من أهل الكوفة على أبي موسى الأشعري ، فقالوا : ما ترى ؟ أتخرج مع هذين الرجلين إلى صاحبهما أم لاَ ؟ فقال أبو موسى : أمّا سبيل الآخرة ففي أن تلزموا بيوتكم ، وأمّا سبيل الدنيا فالخروج مع من أتاكم ، فأطاعوه ، فتباطأ الناس على عليّ . . . وذكر الطبري قول الأشعري في : 3 / 493 بلفظ : أمّا سبيل الآخرة فأن تقيموا وأمّا سبيل الدنيا فأن تخرجوا وأنتم أعلم . لكن الطبري هنا يذكر غير ما ذكره سابقاً حيث يقول : بعث محمّد بن أبي بكر إلى الكوفة ومحمّد بن عون . . . ولا ندري لِمَ هذا التناقض لأنه بعد صفحة واحدة ذكر محمّد بن أبي بكر ومحمّد بن جعفر ، وذكر في 496 : فلمّا قدم محمّد ومحمّد على الكوفة وأتيا أبا موسى . . .