responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن محمد أحمد المالكي ( ابن الصباغ )    جلد : 1  صفحه : 305


الفاكه [1] ، وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة ، والعاص بن منبّه بن الحجّاج ، وحاجب بن السائب [2] .



[1] في ( أ ) : الفاكهة .
[2] يزعم بعض ذوي النفوس المريضة أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أكره الناس على قبول الإسلام ونشره في السيف ، لكن هذا الزعم يخالف صريح قوله تعالى ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ ) البقرة : 256 . ومن هذا نفهم أنّ الإسلام وجد طريقه إلى القلوب عن طريق الحجّ مثلا ، ومكاتبة الملوك والأُمراء في عصره ( صلى الله عليه وآله ) ، واحترام الحرّيات الدينية ، والمحافظة على ميزان العدل بين العرب والفرس والروم وغيرهم . وقد مكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس بالحجّة والموعظة الحسنة رغم ما أذاق من قريش هو وأصحابه الأذى والتشريد والحصار والتجويع والتهجير ، لكنه ( صلى الله عليه وآله ) ضرب المثل الأعلى في الصبر والتحمّل كما قال تعالى ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) الأحقاف : 35 . ولكن لمّا تفاقم الأمر أذن الله لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) وللمؤمنين بأن يقاتلوا في سبيل الله كما في قوله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَرِهِم بِغَيْرِ حَقّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ) الحجّ : 39 - 40 ، وقوله تعالى : ( وَقَتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَتِلُونَكُمْ - إلى قوله : - فَلاَ عُدْونَ إِلاَّ عَلَى الظّاَلِمِينَ ) البقرة : 190 - 193 ، وقوله تعالى ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه ِوَالْمُسْتَضْعَفِينَ . . . ) النساء : 75 ، وقوله تعالى ( وَقَتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ) التوبة : 36 ، وغير ذلك من الآيات كما في سورة الأنفال : 58 و 15 - 16 ، والنساء : 74 و 104 ، ولسنا بصدد بيان وشرح ذلك ، هذا أوّلا . وثانياً : هنالك غزوات وسرايا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . والغزوة هي ما خرج فيها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مع المقاتلين ، والسريه هي ما لم يخرج فيها بنفسه ( صلى الله عليه وآله ) فقد يعقد اللواء فيها لرجل من أصحابه ، وقد يُطلق على السَريّة غزوة كما في غزوة مؤتة ، وذات السلاسل ، وقد اختلف المؤرّخون في عدد الغزوات كما اختلفوا في عدد السَرايا ، وكذلك اختلفوا في مَن هي أول غزوة وتاريخها وترتيبها ، فمثلا قال الواقدي في مغازيه : 2 / 580 : كانت أول السرايا بقيادة حمزة بن عبد المطّلب وفي شهر رمضان من السنة الأُولى للهجرة . أمّا الطبري في تاريخه : 4 / 259 وابن هشام في السيرة : 2 / 243 فقالا : إنّ أول سرية هي لعبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب إلى ماء بالحجاز . وقيل : إنّ أول غزوة كانت في صفر من السنة الثانية . أمّا غزوة بدر الكبرى فقد كانت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة لسبع عشرة ليلة خلت منه ، والّتي ندب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) نفراً من المسلمين لاعتراض قافلة قريش القادمة من الشام ، ولمّا علم أبو سفيان بذلك غيّر طريقه وتوجّه إلى البحر وسار بحذائه ثمّ انسل إلى مكة . . . وقد التقى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بقريش عند ماء بدر ( قال أبو اليقظان : إنّه - بدر - رجل من غفار رهط أبي ذرّ الغفاري . وقال الشعبي : بدر بئر كانت لرجل يسمى بدراً ) وهي أول حرب كان فيها الامتحان حيث قال تعالى : ( كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنم بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ . . . ) ( الأنفال : 5 و 6 ) . وهي كما ذكر الماتن كانت على رأس ثمانية عشر شهراً من قدومه المدينة ، وعمر عليّ سبع وعشرون سنة . ولكن هذا غير متفق عليه ، فقد وجدنا في كتاب كشف اليقين لابن المطهّر الحلّي أنّ عمر الإمام عليّ ( عليه السلام ) سبع عشرة سنة في نسخة من النُسخ الموجودة في المكتبة المركزية بجامعة طهران تحت رقم ( 503 ) وكذا الحال بالنسبة إلى نسخة أُخرى تحت رقم ( 1627 ) . وكان عدد المشركين يتراوح بين 900 و 1000 كما جاء في تاريخ الطبري : 4 / 267 والسيرة لابن هشام : 2 / 354 ، وفيهم العباس بن عبد المطّلب وأبو جهل ، وقتل من المشركين 70 من رجالاتهم وساداتهم ، أمّا المسلمون فقد استشهد منهم أربعة عشر . وهي الواقعة الّتي قال فيها ضمضم بن عمرو الغفاري - كما نقل ابن الأثير في الكامل : 2 / 116 - بعد أن جدع بعيره وحوّل رحله وشقّ قميصة - : اللطيمة اللطيمة ، يا معشر قريش أحوالكم مع أبي سفيان قد عرض له محمّد وأصحابه ، لاَ أدري إن تدركوها ، الغوث الغوث . . . فتجهّزت قريش ولم يتخلّف من أشرافها إلاّ أبو لهب ، وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة . وكانت خيل قريش فيها مائة فرس ومعهم سبعمائة بعير . أمّا أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد نصّ المؤرّخون أنّ عددهم كان 313 رجلا ولم يكن فيهم إلاّ فارسين : المقداد بن عمرو الكندي ، والزبير بن العوّام ، وكانت معهم 70 بعيراً وكانوا يتعاقبون على البعير بين الرجلين والثلاثة والأربعة ، فمثلا كان بين النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وعليّ وزيد بن حارثة بعير . وكانت راية النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) مع عليّ ( عليه السلام ) كما جاء في الكامل لابن الأثير : 2 / 116 والسيرة الحلبية بهامش السيرة النبوية : 2 / 143 . وكان المشركون قد أُصرّوا على القتال لكثرتهم وقلّة المسلمين ولذلك تحدّتهم قريش بالبراز واقترحت الا كفاء ، وفي وقتها قال أبو جهل : ما هم إلاّ أُكلة رأس ، لو بعثنا إليهم عبيدنا لأخذوهم أخذاً باليد . وقال عتبة بن ربيعة : أترى لهم كميناً أو مداد ؟ فبعثوا عمر بن وهب الجمحي وكان فارساً شجاعاً ، فجال بفرسه حتّى طاف على عسكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثمّ رجع فقال : مالهم كمين ولا مداد . ( تاريخ دمشق : 1 / 143 / 302 ) . وقال : لمّا استعدّ الفريقان للحرب وبرز من صفّ المشركين عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة وقالوا : يا محمّد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ، فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم ، فقالوا : ارجعوا إنّما نريد الأكفاء من قريش . ثمّ نادوا يا محمّد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ، فنظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب وكان له يومئذ سبعون سنة فقال : قم يا عبيدة ، ونظر إلى حمزة فقال : قم يا عم ، ثمّ نظر إلى عليّ ( عليه السلام ) فقال : قم يا عليّ - وكان أصغر القوم - فاطلبوا بحقّكم الّذي جعله الله لكم ، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها ، تريد أن تطفئ نور الله ، ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره . ثمّ قال : يا عبيدة ، عليك بعتبة بن ربيعة ، وقال لحمزة : عليك بشيبة وقال لعليّ : عليك بالوليد ، فمرّوا حتّى انتهوا إلى القوم فقالوا : أكفاء كرام . فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته ، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فأطنّها فسقطا جميعاً واحتمل عبيدة حياً بعد أن قدّت رجله فمات بالصفراء ، ورثاه كعب بن مالك في أبيات قال فيها : أيا عين جودي ولا تبخلي * بدمعك وكفاً ولا سرري عبيدة أمسى ولا نرتجيره * لعُرف غدا ولا منكرِ انظر الأحكام السلطانية للماوردي : 2 / 38 . وحمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيفين حتّى انثلما ، وحمل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على الوليد فضربه على عاتقه فأخرج السيف من إبطه . قال عليّ ( عليه السلام ) : لقد أخذ الوليد يمينه بشماله ، فضرب بها هامّتي ، فظننت أنّ السماء وقعت على الأرض . ثمّ اعتنق حمزة وشيبة ، فقال المسلمون : يا عليّ ، أما ترى الكلب نهز عمّك - أي دفعه - فحمل عليه عليّ ( عليه السلام ) فقال : يا عمّ ، طأطئ رأسك ، وكان حمزة أطول من شيبة ، فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه عليّ ( عليه السلام ) فطرح نصفه ، ثمّ جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه . ( انظر دائرة المعارف الإسلامية : 1 فصل غزوة بدر ، البحار : 19 / 223 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 66 فصل 30 باب 2 ) . وفي قتل عتبة وشيبة والوليد تقول هند بنت عتبة : أيا عين جودي بدمع سرب * على خير خندف لم ينقلب تداعا له رهطه غدوة * بنو هاشم وبن والمطّلب يذيقونه حدّ أسيافهم * يعرّونه بعد ما قد شجب ونقل صاحب شواهد التنزيل : 1 / 512 ح 545 تحقيق المحمودي عن جابر بن عبد الله قال : لمّا قُتل عتبة بن ربيعة يوم بدر ندبته ابنته هند ، وندبت عمّها شيبة ، وندبت أخاها الوليد ، وهجت بني هاشم ، فلمّا جاء هجاؤها أراد حسّان أن يجيبها ، فأرسلت إليه عمرة أُخت عبد الله بن رواحه ; دعني حتّى أجيبها ، فكان هجاؤها : إني رأيت نساءً بعد إصلاح * في عبد شمس فقلبي غير مرتاح هاجت لها أعين تترى وتتبعها * من رأس محزونة ما إن لها لاح لمّا تنادت بنو فهر على خنق * والموت بينهم يسعى لأرواح ناديت أسداً لآساد خضارمة * إلى الكفاح فما آبوا بتفتاح إلى أن قال : فأجابتها عمرة أُخت عبد الله بن رواحة : يا هند صبراً فقد لاقيت مهبلة * يوم الأعنّة والأرماح في الراح إذ الفوارس من أوس كأنّهم * سرج أضاءت على خدر وألواح تغدو بهم ضمر كمت مُسوَّمة * إلى الكفاح عليها كلّ كفاح إلى أن قالت : والداعيان عليّ وابن عمته * أمست جلايلهم منها بأتراح يا هند إن تصبري فالقتل عادتنا * هذا أخوك على مدخوّة الداح ولسنا الآن بصدد بيان الأشعار الّتي قيلت في يوم بدر . ثمّ بارز عليّ ( عليه السلام ) العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبثه أن قتله ، وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله ، وبرز إليه طعيمة بن عدىّ فقتله ، وقتل بعده نوفل بن خويلد . وكان الفتح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسيف عليّ ( عليه السلام ) بمعونة الله له وتأييده وتوفيقه ونصره ، وبهذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لقريش بعد أن رمى كفّاً من الحصى في وجوههم : شاهت الوجوه ، كما جاء في تفسير الكشّاف للزمخشري والفخر الرازي في تفسيره لذيل الآية ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) الأنفال : 17 . وذكر ذلك السيوطي في الدرّ المنثور ، وأخرجه الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس . وقال تعالى : ( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ) الأحزاب : 25 . ( انظر الإرشاد للشيخ المفيد : 61 ) . وجاء في صحيح البخاري كتاب بدء الخلق وفي باب قتال أبي جهل ح 4428 وبشرح الكرماني : 17 / 216 ط بيروت ، و : 15 : 161 روى بسنده عن عليّ ( عليه السلام ) انّه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة . قال : وقال قيس بن عباد : وفيهم نزلت ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ ) الحج : 19 . قال : هم الّذين تبارزوا يوم بدر : حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث ، وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة . وروى ذلك مسلم في صحيحه في كتاب التفسير للآية الكريمة : 8 / 245 / 3033 ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه في أبواب الجهاد ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين : ج 3 في تفسير سورة الحجّ ، والبيهقي في سننه : 3 / 276 ، ونور الأبصار للشبلنجي : 78 في ذكر قصّة مبارزة عليّ ( عليه السلام ) يوم بدر ، والسيوطي في الدرّ المنثور ، وحلية الأولياء : 9 / 145 روى بسنده عن محمّد بن إدريس الشافعي قال : دخل رجل من بنى كنانة على معاوية بن أبي سفيان فقال له : هل شهدت بدراً ؟ قال : نعم ، قال : مثل مَن كنت ؟ قال : غلام قمدود ، مثل عطباء الجلمود ، قال : فحدّثني ما رأيت وحضرت ، قال : ما كنّا شهوداً إلاّ كأغياب ، وما رأينا ظفراً كان أوشك منه ، قال : فصف لي ما رأيت ؟ قال : رأيت في سرعان الناس عليّ بن أبي طالب غلاماً شاباً ليثاً عبقرياً يفري الفرى لاَ يلبث له أحد إلاّ قتله ، ولا يضرب شيئاً إلاّ هتكه ، لم أر من الناس أحداً قطّ أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاتة . . . وكان له عينان في قفاه وكان وثُوبه وثُوب وحش . . . وروى مبارزة عليّ ( عليه السلام ) يوم بدر كلّ من صاحب الرياض النضرة : 2 / 225 ، والطبري في تاريخه : 2 / 197 و 269 ، وكنز العمّال : 5 / 273 ، شواهد التنزيل : 1 / 503 و 532 - 545 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 3 / 17 ط بيروت ، وفى أمالي المحاملي : 2 / 24 ، أسباب النزول للواحدي : 231 ، المعجم الكبير للطبراني : 1 / 144 ، المناقب لابن المغازلي : 264 ح 311 . وقفة وتأمّل : رويت معركة بدر بعدّة طرق ولسنا بصدد بيانها بل نأخذ تفصيل الخبر من ابن هشام في سيرته : 2 / 253 وصحيح مسلم كتاب الجهاد والسير : 3 / 1403 لنقطع دابر أصحاب النفوس المريضة والأقلام المأجورة المشكّكة في كلّ واقعة وفضيلة لأهل البيت ( عليهم السلام ) من أمثال : ابن كثير ، وابن تيمية ، وابن خلدون ، وابن القيّم الجوزية ، ومن تبعهم في ذلك المنهج المخالف لقوله تعالى ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) . والملفت للنظر في هذه الوقفة هو قول المؤرّخ والأُستاذ صاحب تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي الدكتور حسن إبراهيم حسن والمدير السابق لجامعة أسيوط وخرّيج الجامعات الأُوربية والولايات المتحدة الأمريكية يقول تحت عنوان " غزوة بدر الكبرى " : 1 / 107 ط 7 دار الأندلس بيروت في الهامش رقم 3 : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أول من سمّى عبد الله بن جحش بأمير المؤمنين ، وهو أول من سُمّي بهذا الاسم . . . ويسرد القصّة كاملة ولكن لم يشر إلى عليّ ( عليه السلام ) لامن بعيد ولا من قريب بل ذكر عذراً واهياً لمن تخلّف عن المعركة وهو عثمان بن عفّان كما جاء في ص 110 بأنّه تخلّف بأمر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مع أُسامة بن زيد في المدينة لتمريض رقية بنت الرسول وزوجة عثمان الّتي فاضت روحها والمسلمون في المعركة ، وأتى البشير بالنصر وهم يوارونها في التراب . . . ثمّ يتكلّم عن الأنفال وتقسيم الغنائم وكأنّ كتابه جاء لشرح المبرّرات لأصحاب الأعذار وتقسيم الغنائم مع العلم أنه لم يذكر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل وأبا لُبابة والحارث بن حاطب الأنصاريان ، وهؤلاء كلّهم من المتخلّفين عن معركة بدر . ( انظر المعارف : 154 ) . ولكن لاَ أقول له إلاّ ما ذكره هو في نفس الصفحة السطر الثاني حيث يقول : ونسي كلّ فريق من هؤلاء - الّذين أحاطوا بالرسول يحرسونه خشية أن يغتاله المشركون والّذين دخلوا في لهوات الحرب - نصيب الآخرين واستحقاقهم في النفل . . . وأقوال : فإنك أُيها الأُستاذ قد نسيت أو تجاهلت أو أنساك الله جهاد وبطولات الإمام عليّ ( عليه السلام ) ولا أُريد أن أُذكّرك بقوله تعالى ( نَسُواْ اللَّهَ فَأَنساهُمْ أَنفُسَهُمْ ) بل أُورد لك ما قالته المصادر التاريخية فقط دون تعليق حفظاً للألقاب الّتي تحملها والموجودة على صفحات كتابك . روى ابن هشام وقال : وأتاه الخبر عن قريش ومسيرهم ليمنعوا عيرهم ، فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش ، فقام أبو بكر الصدّيق فقال وأحسن ، ثمّ قام عمر بن الخطّاب فقال وأحسن ، ثمّ قام المقداد . . . ثمّ ذكر ما قاله المقداد وما قالته الأنصار ، بينما لم يذكر ما قاله أبو بكر ثمّ عمر ! وفي صحيح مسلم : فتكلّم أبو بكر فاعرض عنه ، ثمّ تكلّم عمر فأعرض عنه ، فقام المقداد . . . لاحظ أنّ مسلماً هكذا ذكر أيضاً ، ولم يذكر ما تكلّم به أبو بكر ، وكلاهما لم يتمّا ذكر الخبر . . . ولكن نحن ننقل تمام الخبر من مغازي الواقدي : 1 / 48 - 49 ط اكسفورد ، وإمتاع الأسماع للمقريزي : 74 - 75 . قال الواقدي : قال عمر بن الخطّاب : يا رسول الله ، إنّها والله قُريش وعزُّها ، والله ما ذَلَّت منذ عَزَّتْ ، والله ما آمنت منذ كفرت ، والله لاَ تُسلم عزّها أبداً ولتقاتلنّك ، فاتَّهب لذلك أُهْبَتَه وأعدَّ لذلك عُدَّته . ثمّ قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله ، امض لأمر الله فنحن معك ، والله لاَ نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيّها ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَتِلاَ إِنَّا هَهُنَا قَعِدُونَ ) المائدة : 24 ، ولكن اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون ، والّذي بعثك بالحقّ لو سرت بنا إلى بِرْك الغِماد لسرنا معك . . . وقال سعد بن معاذ : والّذي بعثك بالحقّ لو استعرضت هذا البحر فخُضْتَه لخضناه معك ، ما بقي منّا رجل ، وَصِل من شئت ، واقطع من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، وما أخذت من أموالنا أحبّ إلينا ممّا تركت . هذا من جانب أيها الدكتور العزيز ، ومن جانب آخر فقد أثبت أهل السِير والتاريخ واتفق علماء الحديث من الفريقين أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أعطى عليّاً ( عليه السلام ) رايته يوم بدر ، فهذا الطبري في تاريخه : 2 ص 138 قال : وكان صاحب راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة . وقال صاحب الاستيعاب بهامش الإصابة : 3 / 33 : . . . وأجمعوا على أنّ عليّاً ( عليه السلام ) صلّى القبلتين وهاجر وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد ، وأنّه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاءً عظيماً ، وأنّه أغنى في تلك المشاهد ، وقام فيها المقام الكريم ، وكان لواء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيده في مواطن كثيرة ، وكان يوم بدر بيده . وقال ابن عباس : دفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الراية يوم بدر إلى عليّ وهو ابن عشرين سنة . ( المصدر السابق ) . وأمّا ابن عساكر في تاريخ دمشق : 1 / 142 ح 200 فقال : إنّ راية المهاجرين كانت مع عليّ ( عليه السلام ) في المواقف كلّها يوم بدر ، ويوم أُحد ، ويوم خيبر ، ويوم الأحزاب ، ويوم فتح مكّة ، ولم تزل معه في المواقف كلّها . وقال أيضاً في 145 ح 208 : إنّ عليّ بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر وفي كلّ مشهد . أمّا تشكيك الطبري في : 4 / 226 من حضور العباس غزوة بدر فهو تشكيك في غير محله ولسنا بصدد مناقشة الطبري وأمثاله حتّى أنّ ابن قتيبة في معارفه : 154 أول ما ذكر العباس بن عبد المطّلب ، وكذلك في سيرة ابن هشام : 22 / 321 بل نورد الأحاديث الّتي وردت من قِبله ( صلى الله عليه وآله ) بالنهي عن قتل العباس خاصةّ وقتل بني هاشم عامّة . وكذلك نهى عن قتل أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد ، مع ملاحظة أنّ نهيه ( صلى الله عليه وآله ) عن قتل بني هاشم عامّة ونهيه عن قتل عمّه خاصة تأكيد وتشديد ومبالغة لما عنده من العلم بأنهم أُخرجوا كرهاً ولم يؤذوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان يأمل توفيقهم وهدايتهم إلى الله تعالى ورسوله ومع ذلك فقد أبي ابن البختري عند ما قال له المجذر بن زياد البلوي حليف الأنصار أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نهانا عن قتلك ، فقال ابن البختري : أنا وصاحبي - جنادة بن مليحة من بنى ليث ؟ قال له : لاَ والله ما نحن بتاركي صاحبك وما أمرنا رسول الله إلاّ بك وحدك . . . فاختار القتال وقتله المجذر . ومن أراد الاطّلاع على ذلك فليراجع المصادر مثل الكامل في التاريخ : 2 / 89 ، والطبري نفسه في تاريخه : 2 / 282 ، والصحيح من سيرة النبيّ الأعظم : 3 / 172 ، والسيرة النبوية لابن هشام : 2 / 281 ، والسيرة الحلبية : 2 / 168 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 14 / 133 و 183 ، والبداية والنهاية لابن كثير : 3 / 284 ، الدرجات الرفيعة : 80 ، ومجمع البيان : 4 / 559 ، وغيرها . أمّا أنّ العباس قد أُسر فلا شكّ ولا ريب في ذلك ، وقد نصّ عليه كلّ من أرّخ وقعة بدر من أهل السِير والأخبار ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) الّذي قال : سمعت تضوّر عمّي العباس في وثاقه فمنعني النوم ، فقاموا إليه فأطلقوه فنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ( ذكر ابن الأثير في الكامل : 2 / 89 ، والدرجات الرفيعة : 80 ، ومجع البيان : 4 / 559 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 14 / 182 ، وكنز العمّال : 5 / 272 ح 5391 ، والصحيح من سيرة النبيّ الأعظم : 3 / 520 ، والبداية والنهاية : 3 / 285 ، وصحيح مسلم : 6 / 157 . وقد ذكره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 1 / 511 ح 541 وهو حديث طويل ولكن جاء في آخره : . . . فجاء رجل من الأنصار - أبو اليسر - كما ذكره الماوردي : 2 / 46 واسمه كعب بن عمرو . وذكره أيضاً ابن قتيبة في المعارف : 155 ، قال العباس : يا رسول الله إنّ هذا والله أسرني بعدما أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهاً ، على فرس أبلق ما أراه في القوم ، فقال الأنصاري أنا أسرته يا رسول الله ، فقال : أسكت لقد أيّدك الله عزّوجلّ بملك كريم ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : كيف أسرت العباس يا أبا اليسر ، قال : يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قطّ هيئته كذا وكذا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لقد أعانك عليه ملك كريم . وقال للعباس : افْدِنفسك ، وابني أخيك عقيل بي أبي طالب ، ونوفل بن الحارث ، وحليفك عتبة بن عمر ، فقال : يا رسول الله إني كنت مسلماً ولكن القوم استكرهوني ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أعلِمْ باسلامك . فإن كان ما قلت فإنّ الله يجزيك . ففدى العباس نفسه بمائة أُوقية وفدى كلّ واحد من بني أخيه وحليفه بأربعين أُوقية . ( انظر الأحكام السلطانية للماوردي : 46 ) . ولذا نجد مفتي الشافعية أحمد دحلان صاحب السيرة النبوية في 1 / 504 من هامش السيرة الحلبية يدافع عن العباس ويقول : كان العباس يكتم إسلامه وكان ( صلى الله عليه وآله ) يطلعه على أسراره حين كان بمكة ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) قد أمره بالمكوث في مكة ليكتب له أسرار قريش إلى غير ذلك من الأدلّة ، ولسنا بصدد مناقشته هنا ، ومن أراد فليراجع نصوص العلماء في الموضوع وكيفية تضوّر العباس الّذي أقلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومنعه من النوم ، وتولّى عمر بن الخطّاب شدّ وثاقة العباس بن عبد المطّلب والحوار الّذي دار بين عمر بن الخطّاب والعباس . والخلاصة : انّ البخاري في تفسير سورة الحجّ : 3 / 107 من صحيحه قال : نزلت هذه الآية في الّذين بارزوا يوم بدر وهم : عليّ وصاحباه حمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وصاحباه عتبه بن ربيعة والوليد بن عتبة . وقال أيضاً : إنّ أبا ذرّ كان يقسم أنّ هذه الآية نزلت في عليّ وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر . وكذلك في صحيح البخاري : 5 / 142 ط دار الفكر ، و : 6 / 124 ط مطابع دار الشعب ، و : 3 / 116 ط الخيرية بمصر ، و : 5 / 79 ط بمبي ، أسباب النزول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين : 442 ط بيروت ، تفسير القرطبي : 12 / 25 ، وتفسير ابن كثير : 3 / 212 . وأيضاً في شواهد التنزيل : 1 / 386 ح 532 و ص 503 ط مجمع إحياء الثقافة الإسلامية تحقيق المحمودي و ح 533 - 535 و 538 و 542 . وصحيح مسلم كتاب التفسير : 2 / 611 ط عيسى الحلبي و : 8 / 245 ط محمّد عليّ صبيح بمصر ، ذخائر العقبى : 89 ، الرياض النضر : 5 / 2 / 207 ط مصر ، و : 2 / 274 الطبعة الثانية ، المستدرك للحاكم : 2 / 386 وصحّحه ، تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع بذيل المستدرك ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : 1 / 463 ، إحقاق الحقّ : 3 / 552 ، الدرّ المنثور للسيوطي : 4 / 348 . أسباب النزول للواحدي : 176 ، نظم درر السمطين : 93 الصواعق المحرقة : 124 ط المحمدية و 76 ط الميمنية بمصر ، تفسير الفخر الرازي : 6 / 222 ، و : 23 / 29 ط البهية بمصر . أمّا العاص بن سعيد بن العاص بن أُمية وعامر بن عبد الله ، ونوفل بن خويلد بن أسد ، ومسعود بن أُمية بن المغيرة ، وقيس بن الفاكه ، وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة والعاص بن منبه بن الحجّاج وحاجب بن السائب ذكرهم الواقدي في المغازي : 1 / 48 ط أُكسفورد ، والشيخ المفيد في الإرشاد : 64 و 72 ، والإربلي في كشف الغمّة : 1 / 241 ، والبخاري في صحيحة : 6 / 98 ، وصحيح مسلم : 8 / 245 ، والفلكي في الإبانة ، والطبرسي في مجمع البيان : 2 / 559 ، والصحيح من سيرة النبيّ الأعظم : 3 / 192 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 14 / 208 ، والمغازي للواقدي : 143 - 153 ط آخر ، والسيرة النبوية لابن هشام : 2 / 436 ، بحار الأنوار : 19 / 291 و 293 و 365 ، المعارف لابن قتيبة : 156 .

305

نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن محمد أحمد المالكي ( ابن الصباغ )    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست