حكى الشيخ الإمام العلاّمة المحدّث بالحرم الشريف جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي [1] في كتابه المسمّى ب " درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والسبطين " [2] أنّ الإمام العلاّمة المعظّم ، والحبر الفهّامة المكرّم ، أحد الأئمّة الأعلام المتتبّعين ، المقتدى بهم في أُمور الدين ، محمّد بن إدريس الشافعي [3] ،
[1] هو الإمام شمس الدين محمّد بن عزّ الدين أبي المظفّر يوسف بن الحسن بن محمّد بن محمود بن الحسن الأنصاري الحنفي الزرندي . وما ورد في نسخة ب الراوندي فهو تصحيف أو خطأ من النسّاخ . ولد بالمدينة المنورة سنة ( 693 ه ) ، ثمّ انتقل إلى شيراز بدعوة السلطان أبي إسحاق ابن الملك الشهيد شرف الدين محمود شاه الأنصاري ، وتصدّى لمنصب في شيراز ، ومات فيها عام ( 750 ه ) ودُفن فيها . ( انظر الدرر الكامنة : 4 / 195 ، شذرات الذهب : 6 / 281 ، العبقات : 8 / 169 ، كشف الظنون : 1 / 488 ) . [2] عنوان كتابه " نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين " كما صرّح به المؤلّف نفسه : 11 . وقيل : دور السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول ( راجع كشف الظنون : 1 / 488 ، منتخب المختار للسلامي : 210 ) . [3] هو إمام المذهب الشافعي محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب ، ولد بغزّة عام ( 150 ه ) وتوفي بمصر عام ( 204 ه ) وقيل ( 198 ه ) ، تتلمذ على مالك في المدينة وبقي عنده حتّى وفاته ، ثمّ خرج إلى اليمن ليتولّى فيها بعض المناصب ، ثمّ انتقل إلى بغداد وهناك بدأ ينشر مذهبه ورأيه . هو أحد كبار مفكّري العالم وأحد الأئمة الأربعة بين فقهاء المسلمين ، نشأ في حجر أُمّه يتيماً وحُمل إلى مكة وهو ابن سنتين ، وفيها نشأ وتلقى العلم . وحفظ موطّأ مالك ، ثمّ سافر إلى المدينة ، ثمّ رحل إلى العراق . وقال عنه أحمد بن حنبل : لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث . وقد عاش الشافعي مع مالك تسع سنوات ، ولمّا مات مالك ( 179 ه ) عاد الشافعي إلى مكّة ، ثمّ سافر إلى بحران ومنها إلى العراق ، وأخيراً انتهى به المطاف إلى مصر سنه ( 199 ه ) . وقد ترك مؤلّفات كثيرة منها الأُمّ في سبعة مجلّدات وفيه فقهه ، والمسند في الحديث ، وأحكام القرآن ، والرسالة في أُصول الفقه . وتوفي عام ( 204 ه ) عن أربع وخمسين سنة . ( كتاب الشافعي للشيخ محمّد أبي زهرة بتصرّف ) .