responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب نویسنده : السيد فخار بن معد    جلد : 1  صفحه : 335


حينئذ صدقه ، وقد شأى العقلاء عقلا ، وبذ الفضلاء فضلا ، حتى أقرت بحكمته الحكماء ، واعترفت بفضله الفضلاء ، وسارت بذلك الركبان ، وشاع في البلدان .
وأعلم : إن بني أمية وأشياعهم كانوا يبذلون على التناقص بآل الرسول - صلى الله عليه وآله - البدر ، ويخلعون الخلع . ويعاقبون من يروي مناقبهم ، ويذكر فضائلهم باشد العقاب ، وأليم العذاب [1] حتى صار



[1] موقف معاوية بن أبي سفيان من آل البيت عليهم السلام واضح لا يحتاج إلى تدليل ، موقف عدائي صارخ سود به وجه التاريخ ، ولو حاولنا جمع المصادر التي تؤكد ذلك لضاق بنا المقام ، الا إننا نسرد فقرات كنموذج لأعمال هذا الطاغية في حق العترة الطاهرة . ذكر ابن أبي الحديد فقال : ( قال أبو جعفر الإسكافي : ان معاوية وضع قوما " من الصحابة وقوما من التابعين على رواية اخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فاختلفوا ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير ) عن ( شرح النهج : 358 / 1 ) . ونقل ابن أبي الحديد أيضا " فقال : ( ثم كتب ( معاوية ) إلى عماله ان الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب الا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة ، فان هذا أحب إلي ، وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله ، فقرات كتبه على الناس فرويت اخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر في ذلك على المنابر وألقى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله ) . راجع ( شرح النهج : 16 / 3 ) ونقل أيضا فقال : لقد ( كتب معاوية إلى عماله بعد عام الجماعة : ان برئت الذمة ممن روى شيئا " من فضل أبى تراب ، وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ، ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته ) . كما أنه ( كتب إلى عماله في جميع الآفاق الا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ) . ( وكتب إليهم ان انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم واكرموهم ، واكتبوا لي بكل ما يروى كل رجل منهم واسمه ، واسم أبيه وعشيرته ، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجئ أحد مردود من الناس عاملا من اعمال معاوية فيروى في عثمان فضيلة أو منقبة الا كتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلك حينا " ) . ونقل أيضا " عن أبي عثمان الجاحظ : : ( ان قوما من بني أمية قالوا لمعاوية يا أمير المؤمنين انك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل فقال لا والله حتى يربوا عليها الصغير ، ويهرم عليها الكبير ، ولا يذكر له ذاكر فضلا ) . وقال الحموي : ( لعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبر سجستان الا مرة وامتنعوا على بني أمية ، حتى زادوا في عهدهم وان لا يلعن على منبرهم أحد . وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله على منبرهم ، وهو يلعن على منابر الحرمين بمكة والمدينة ) ( معجم البلدان : 38 / 05 ) ونقل الزمخشري ، والسيوطي : ( انه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين الف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنه لهم معاوية من ذلك ، ولهذا أشار الشيخ احمد الحفظي الشافعي في أرجوزته : وقد حكى الشيخ الطوسي : إنه * قد كان فيما جعلوه سنه سبعون الف منبر وعشره * من فوقهن يلعنون حيدره وهذه في جنبها العظائم * تصغر بل توجه اللوائم فهل ترى من سنها يعادى * أم لا وهل يستر أو يهادى أو عالم يقول : عنه نسكت * أجب فإني للجواب منصت وليت شعري هل يقال : اجتهدا * كقولهم في بغية أم الحدا أليس ذا يؤذيه أم لا ؟ فاسمعن ان الذي يؤذيه من من ومن ؟ بل جاء في حديث أم سلمة * هل فيكم الله يسب مه لمه عاون أخا العرفان بالجواب * وعاد من عادى أبا تراب ونقل ابن عبد ربه وقال : ( حج معاوية ( بعد موت الحسن بن علي عليه السلام ) فدخل المدينة وأراد ان يلعن عليا " على منبر رسول الله ( ص ) فقيل له : ان ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه ، وخذ رأيه . فأرسل إليه وذكر له ذلك فقال : ان فعلت لأخرجن من المسجد ، ثم لا أعود إليه . فامسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد فلما مات لعنه على المنبر وكتب إلى عماله ان يلعنوه على المنابر ففعلوا . فكتبت أم سلمة زوج النبي ( ص ) إلى معاوية : انكم تلعنون الله ورسوله على منابركم وذلك انكم تلعنون علي بن أبي طالب ، ومن أحبه ، وانا اشهد ان الله أحبه ورسوله فلم يلتفت إلى كلامها ) . ( العقد الفريد : 300 / 2 ) وذكر ابن أبي الحديد العهد الذي انقطع فيه السب عن علي وآله عليهم السلام : ( قال عمر بن عبد العزيز كنت أحضر تحت منبر المدينة ، وأبى يخطب يوم الجمعة ، وهو حينئذ أمير المدينة ، فكنت اسمع أبي يمر في خطبته تهدر شقاشقه حتى يأتي إلى لعن علي عليه السلام فيجمجم ، ويعرض له من الفهاهة ، والحصر ما الله اعلم به ، فكنت أعجب من ذلك فقلت له يوما " : يا أبت أنت أفصح الناس وأخطبهم فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك حتى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييا . فقال : يا بني ان من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد . فوقرت كلمته صدري مع ما كان قاله لي معلمي أيام صغرى ، فأعطيت عهدا " لئن كان لي في هذا الامر نصيب لأغيرنه . فلما من الله على بالخلافة أسقطت ذلك ، وجعلت مكانه ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) وكتبت به إلى الآفاق فصار سنة . والى هذا أشار الشريف بأبياته : يا بن عبد العزيز لو بكت العين فتى من أمية لبكيتك غير انى أقول انك قد طبت وان لم يطب ولم يزك بيتك أنت نزهتنا عن السب والقذف فلوا أمكن الجزاء جزيتك ولو اني رأيت قبرك لاستحييت من أرى وما حييتك ولو حاولنا التوسع بذلك لضاق بنا المجال . راجع ( شرح النهج : 356 - 358 / 1 و 15 - 16 / 3 ، والعقد الفريد : 300 / 2 ، ومعجم البلدان : 38 / 25 ، والغدير 102 / 2 وغيرها من المصادر ) .

335

نام کتاب : الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب نویسنده : السيد فخار بن معد    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست