responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 44


ثم في سنة ثلاث وستين استبيحت المدينة على يد مسلم بن عقبة المقول له لإسرافه المسرف حيث أتى بعسكر مخذول لامتناع أهلها من المبايعة ليزيد بن معاوية ، فقاتل أهلها . فهزمهم وقتلهم بحرتها ، على ميل من المسجد النبوي ، قتلاً ذريعاً ، في بقايا المهاجرين والأنصار ، وخيار التابعين ، وقراء القرآن ، وسائر الناس ، واستبيحت الفروج . فافتضت ألف عذراء ، والأنفس والأموال ، وجالت الخيل في المسجد النبوي ، وخلى من مجمع فيه ، بل قال يحيى بن سعيد : إنه لم يترك الصلاة فيه منذ كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا ثلاثة أيام يوم قتل عثمان ، ويوم الحر ، وسمي الثالث - ولم يلبث يزيد ، ثم نائبه هذا - أن هلكا ، واليوم الثالث المشار إليه هو يوم خرج به أبو حمزة الخارجي بعسكر كبير ، والتقوا مع أهل المدينة بقديد في صفر سنة ثلاثين ومائة ، فانهزم المدنيون ، واستمر داخل المدينة ، وأصيب خلق في كلا الموضعين ، ولم يلبث أيضاً أن هلك .
وكذا حاصر إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في سنة إحدى وخمسين ومائتين بحيث مات أهلها جوعاً ، ولم يصل أحد بالمسجد النبوي ، ولم يلبث أن هلك بالجدري .
وفي أيام المعتمد : قام محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة ، وشرب الخمر علانية في المسجد النبوي ، وفسق فيه بقينة لبعض أهلها ، بل قتل أهلها سيفاً وجوعاً ، ولم يصل بها طول مدته فيها جمعة ولا جماعة .
وفي سنة إحدى وسبعين ومائتين : قام محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بها ، فقتلا أهلها ، وأخذا أموالهم ، وخرباها ، بحيث انقطعت الصلاة بها شهراً كاملاً جمعة وجماعة ، بل قتل محمد ثلاثة عشر رجلاً من ولد جعفر بن أبي طالب صبراً حسبما يجيء بسط هذا في التراجم .
ثم في سنة أربع وخمسين وستمائة ، كان ظهور النار بظاهرها من شرقيها ، وكانت من الآيات العظام . أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ، ودامت أياماً وأشهراً ، وظن أهلها أنها القيامة ، إلى أن انطفأت عند وصولها إلى حرمها ، ولكن لم تمض السنة حتى احترق المسجد النبوي بعد انطفائها ليلة استهلال رمضان ، وقيل : هذا كله في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .
خرجت نار بالحرة ، فجاء إلى تميم الداري فانطلق معه فجعل - أعني تميما - يحوشها بيده ، حتى دخلت الشعب ، ودخل تميم خلفها ، رواها البيهقي في الدلائل .

44

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست