نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 406
خلافة عمر ثمان سنين ، انتهى . ولد في خلافة عمر لأربع مضين منها وقيل لاثنتين ، ورآه وسمع عثمان وعلياً وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وعائشة وأبا موسى الأشعري وأبا هريرة وجبير بن مطعم وعبد الله بن زيد المازني وأم سلمة وطائفة من الصحابة . وكان ملازماً لأبي هريرة لكونه زوج ابنته ، وعنه : الزهري وقتادة وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد ، وبكير بن أبي نمر ، وداود بن أبي هند ، وآخرون . قال قتادة وغير واحد : ما رأينا أعلم منه ، ونحوه قول مكحول طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أحداً أعلم منه ، وكذا قال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه وهو عندي أجلهم . وعن مالك بلغني أنه قال : إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد . وقال ابن عمر : هو والله أحمد المقيمين بل كان يرسل إليه يسأله وقال القاسم بن محمد : إنه سيدنا وعالمنا . وقال أحمد وغيره : مراسيله صحيحة وقال غيره : إنه كان يسرد الصوم ويقول : ما شيء عندي أخوف من النساء . وما فاتته التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة ولم ينظر فيها لقفا رجل يعني لمحافظته على الصف الأول ولم يأخذ العطاء ، بل كانت له أربعمائة دينار يتجر بها في الزيت ، وكذا كان أبوه يتجر فيه . ودعاه هشام بن إسماعيل المخزومي عامل المدينة إلى بيعة الوليد إذ عقد له أبوه عبد الملك بالخلافة فأبى وقال : أنظر ما يصنع الناس ، فضربه ستين سوطاً وطوف به في تبان من شعر حتى بلغ رأس الثنية ، فلما كروا به قال : إلى أين ؟ قال : إلى السجن فقال : والله لولا أني ظننت أنه الصلب ما لبست هذا التبان أبداً ، فردوه إلى السجن ، فأنكر عبد الملك ذلك ولم يرضه وقال : والله إنه كان أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه ، وإنا لنعلم أن ما عنده شقاق ولا خلاف ، ثم أطلقه هشام بعد وخلى سبيله ودخل بعضهم عليه السجن ، فإذا هو قد ذبحت له شاة وجعل الإهاب على ظهره ثم جعلوا له بعد ذلك قصباً رطباً . وكان كلما نظر إلى عضديه قال اللهم انصرني من هشام ، وقال لأبي بكر بن عبد الرحمن وقد دخل عليه السجن وقال له إنك أخرقت به ولم ترفق يا أبا بكر اتق الله وآثره على ما سواه ، وأبو بكر يقول : إنك أخرقت به فقال والله إنك أعمى البصر والقلب . وكان لا يخاف في الله لومة لائم ويقول والله لا يسلمني الله ما أخذت بحقوقه ، ولقد قال بعضهم : أرى نفسه كان أهون عليه في الله من نفس ذباب ، وترجمته تحتمل كراريس . وهو في التهذيب ومن قوله : من أكل الفجل فسره أن لا يوجد منه ريحه ، فليذكر النبي صلى الله عليه وسلم عند أول قضمة . ومن مفرداته أن المطلقة ثلاثاً تحل للأول بمجرد عقد الثاني من غير رطء ، وقال عن أبي هريرة : كان معاوية إذا أعطاه سكت وإذا أمسك عنه تكلم . مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاث أو أربع وهو أكثر وتسعين ، وقيل تسع وثمانين وقيل خمس ومائة والصحيح أربع وتسعون ، وكان يقال لهذه السنة : سنة الفقهاء من كثرة من مات فيها منهم ، وله عقب ، وكان أعور . وأمه ابنة عثمان بن حكيم بن أمية بن جارية بن الأوقص بن مرة بن
406
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 406