نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 81
هذا ونظائره المذكورة في التاريخ ما دفع الحسين إلى الثورة ، وتقديم نفسه وأهل بيته قرابين طاهرة من أجل نصرة هذا الدين العظيم ، مع علمه بأنه وفقا لما تحت يديه من الامكانات المادية لن يستطع ان يواجه دولة كبيرة تمتلك القدرات المادية الضخمة ما يمكنها من القضاء على أي ثورة فتية ، نعم إن الإمام الحسين - عليه السلام - كان يدرك قطعا هذه الحقيقة ، إلا أنه أراد أن يسقي بدمائه الطاهرة المقدسة شجرة الإسلام الوارفة التي يريد الأمويون اقتلاعها من جذورها . كما أن الإمام - عليه السلام - أراد أن يكسر حاجز الخوف الذي أصاب الأمة فجعلها حائرة مترددة أمام طغيان الجبابرة وحكام الجور ، وان تصبح ثورته مدرسة تتعلم منها الأجيال معنى البطولة والتضحية من اجل المبادئ والعقائد ، وكان كل ذلك بعد استشهاد الإمام - عليه السلام - ، والتاريخ خير شاهد على ذلك . كان المعروف منذ ولادة الإمام الحسين - عليه السلام - أنه سيستشهد في العراق في أرض كربلاء وعرف المسلمون ذلك في عصر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه ، لذا كان الناس يترقبون حدوث تلك الفاجعة ، كما أن هناك الكثير من القرائن التي تدل بوضوح على حتمية استشهاده - عليه السلام - ، ومن ذلك : 1 - روى غير واحد من المحدثين عن أنس بن الحارث الذي استشهد في كربلاء أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره فخرج انس بن الحارث فقتل بها مع الحسين - عليه السلام - [1] .