نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 78
إلا ان السر الحقيقي لهجرته - عليه السلام - رغم ادراكه الواضح لما سيترتب عليها من نتائج خطرة ستؤدي بحياته الشريفة ، وهو ما وطن نفسه - عليه السلام - عليه ، يمكن ادراكه من خلال الاستقراء الشامل لمسيرة حياته وكيفية تعامله مع مجريات الاحداث . ان الامر الذي لا مناص من الذهاب إليه هو ادراك الإمام - عليه السلام - ما يشكله الاذعان والتسليم لتولي يزيد بن معاوية خلافة المسلمين رغم ما عرف عنه من تهتك ومجون وانحراف واضح عن أبسط المعايير الإسلامية ، وفي هذا مؤشر خطر عن عظم الانحراف الذي أصاب مفهوم الخلافة الإسلامية ، وابتعادها الرهيب عن مضمونها الشرعي . ومن هنا فكان لابد من وقفة شجاعة تعيد للأمة جانبا من رشدها المضاع وتفكيرها المسلوب . إن الإمام الحسين - عليه السلام - قد أعلنها صراحة بقوله لما طالبه مروان بن الحكم بالبيعة ليزيد ، حيث قال : فعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد كما عرفت سابقا . نعم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي ، قيل : يا رسول الله ومن هما ؟ فقال : الفقهاء والأمراء [1] ، فإذا كان صلاح الأمة وفسادها رهن صلاح الخلافة وفسادها ، فقيادة مثل يزيد لا تزيد الامر إلا عيثا وفسادا .