نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 184
فأئمة المسلمين على حد قول القائل : ووال أناسا نقلهم وحديثهم * روى جدنا عن جبرئيل عن الباري ولقد عاتب الإمام الباقر - عليه السلام - سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة حيث كانا يأخذان الحديث من الناس ولا يهتمان بأحاديث أهل البيت ، فقال لهما : شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت . ورغم أن الخلفاء العباسيين قد وضعوا الإمام تحت الإقامة الجبرية وجعلوا عليه عيونا وجواسيس ، ولكن روى عنه الحفاظ والرواة أحاديث جمة في شتى المجالات ، بل يروى أن الإمام - عليه السلام - ورغم كل ذلك كان على اتصال مستمر بالشيعة الذين كان عددهم يقدر بعشرات الملايين ، وحيث كان لا مرجع لهم سوى الإمام - عليه السلام - . كما أن الكلام عن أخلاقه وأطواره ، ومناقبه وفضائله ، وكرمه وسخائه ، وهيبته وعظمته ، ومجابهته للخلفاء العباسيين بكل جرأة وعزة ، وما نقل عنه من الحكم والمواعظ والآداب ، يحتاج إلى تأليف مفرد وكفانا في ذلك علماؤنا الأبرار ، بيد أنا نشير هنا إلى لمحة من علومه . 1 - لقد شغلت الحروف المقطعة بال المفسرين فضربوا يمينا وشمالا ، وقد أنهى الرازي أقوالهم فيها في أوائل تفسيره الكبير إلى قرابة عشرين قولا ، ولكن الإمام - عليه السلام - عالج تلك المعضلة بأحسن الوجوه وأقربها للطبع ، فقال : كذبت قريش واليهود بالقرآن ، وقالوا سحر مبين تقوله . فقال الله : { ألم ذلك الكتاب } أي : يا محمد ، هذا الكتاب الذي نزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها ألف ، لام ، ميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم ، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين ، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ، ثم بين أنه لا يقدرون عليه بقوله : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } [1] ( 2 ) .