نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 171
قال يحيى : فذهبت إلى المدينة ، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله ، خوفا على علي الهادي ، وقامات الدنيا على ساق ، لأنه كان محسنا إليهم ، ملازما للمسجد لم يكن عنده ميل إلى الدنيا . قال يحيى : فجعلت أسكنهم وأحلف لهم اني لم أؤمر فيه بمكروه ، وإنه لا بأس عليه ، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم ، فعظم في عيني ، وتوليت خدمته بنفسي ، وأحسنت عشرته ، فلما قدمت به بغداد ، بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان واليا على بغداد ، فقال لي : يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله ، والمتوكل من تعلم ، فإن حرضته عليه قتله ، كان رسول الله خصمك يوم القيامة . فقلت له : والله ما وقعت منه إلا على كل أمر جميل . ثم صرت به إلى سر من رأى فبدأت ب وصيف التركي ، فأخبرته بوصوله ، فقال : والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك ، فلما دخلت على المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقه وورعه وزهادته ، وأني فتشت داره ولم أجد فيها إلا المصاحف وكتب العلم ، وأن أهل المدينة خافوا عليه ، فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته وأجزل بره ، وأنزله معه سامراء [1] .