نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 162
قال المأمون : ويحكم إني اعرف بهذا الفتى منكم ، وإن أهل هذا البيت علمهم من الله تعالى وإلهامه ، ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والأدب من الرعايا الناقصة عن حد الكمال ، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر حتى يتبين لكم ما وصفت لكم من حاله . قالوا : رضينا . فخرجوا واتفق رأيهم على أن يحيى بن أكثم يسأله مسألة وهو قاضي الزمان فأجابهم المأمون على ذلك . واجتمع القوم في يوم اتفقوا عليه ، وامر المأمون أن يفرش لأبي جعفر دست ففعل ذلك ، وجلس يحيى بن أكثم بين يديه ، وقام الناس في مراتبهم ، والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر - عليه السلام - . فقال يحيى بن أكثم للمأمون : أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أسال أبا جعفر ؟ فقال : استأذنه في ذلك . فأقبل عليه يحيى وقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة ؟ فقال : سل إن شئت . فقال : ما تقول - جعلت فداك - في محرم قتل صيدا ؟ فقال أبو جعفر - عليه السلام - : في حل أو حرم ؟ عالما كان المحرم أو جاهلا ؟ قتله عمدا أو خطأ ؟ حرا كان المحرم أو عبدا ؟ صغيرا كان أو كبيرا ؟ مبتدئا كان بالقتل أو معيدا ؟ من ذوات الطير كان الصيد أم غيرها ؟ من صغار الصيد أم كبارها ؟ مصرا كان على ما فعل أو نادما ؟ ليلا كان قتله للصيد أم نهارا ؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرما ؟ . فتحير يحيى وبان في وجهه العجز والانقطاع ، وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره . فقال المأمون : الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ، ثم قال لأبي جعفر - عليه السلام - : اخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوجك أم الفضل ابنتي [1] .