نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 110
فقال له أبو جعفر في عرض كلامه : قل لهذه المارقة ، بم استحللتم فراق أمير المؤمنين ، وقد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته والقربة إلى الله بنصرته ؟ فسيقولون لك : إنه حكم في دين الله ، فقل لهم : قد حكم الله تعالى في شريعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم رجلين من خلقه فقال : { فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } ، وحكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله ، أوما علمتم أن أمير المؤمنين إنما امر الحكمين أن يحكما بالقرآن ولا يتعدياه ، واشترط رد ما خالف القرآن في أحكام الرجال ، وقال حين قالوا له : حكمت على نفسك من حكم عليك ؟ فقال : ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت كتاب الله . فأين تجد المارقة تضليل من امر بالحكم بالقرآن ، واشترط رد ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان ؟ فقال نافع بن الأزرق : هذا والله كلام ما مر بسمعي قط ولا خطر مني ببال ، وهو الحق إن شاء الله . ثم إن الشيعة الإمامية اخذت كثيرا من الأحكام الشرعية عنه وعن ولده البار جعفر الصادق وحسب الترتيب المتداول في الكتب الفقهية ، حيث روي عنه - عليه السلام - الكثير من الروايات الفقهية التي تناولت مختلف جوانب الحياة ، وللاطلاع على ذلك تراجع كتب الفقه وموسوعاته المختلفة . وأما ما روي عنه في الحكم والمواعظ ، فقد نقلها أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ، والحسن بن شعبة الحراني في تحفه [1] .
[1] حلية الأولياء 3 / 180 - 235 وفي بعض ما نقل عنه تأمل ونظر . والحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول 284 - 300 . وقد توفي الإمام محمد الباقر - عليه السلام - عام 114 هجري ، ودفن في جنب قبر أبيه في البقيع ، ومن أراد البحث عن فصول حياته في شتى المجالات فليراجع الموسوعات التي تحفل بها المكتبات العامة والخاصة .
110
نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 110