نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 290
قطعي الورود في السنة أو قطعي الدلالة فيها أو في الكتاب العزيز ، ومع اتخاذ الأهبة والدربة ، وهذه كلها أمور يوجبها القرآن والسنة . والحضارة العالمية مدينة بهذا المنهج للإسلام بما طور من فكر الأمم التي دانت به ، في أربعة عشر قرنا ، ومن أساليبها ، ووسائلها العلمية ، حتى صبغ فكرها ، في شكله وموضوعه ، صبغة الله . ومن أحسن من الله صبغة ! وكما ارتفع العرب درجات بالإسلام انتفع به كل الأمم ممن أسلموا ، وممن لم يسلموا . ومن ثمة كان الإسلام خيرا كله للعالم كله . فتلك خصائص رسالته : العالمية . والأبدية . والسمو . والطريق إليه مفتوحة حتى يرث الله الأرض ومن عليها . وما تقدم الإنسانية إلا حاصل دفع الله الناس بعضهم ببعض ، وأخذ بعضهم بيد البعض - ومن أجل ذلك اختص الفقه الإسلامي بخصيصة القدرة على إحداث التطور ومواكبته ، مع اليسر وحفظ الدين ، " بالاجتهاد " الذي أمر به الله على أصول القرآن والسنة [1] . * * * أعلن " على " تمسكه " بالاجتهاد " . إذا تولى إمارة المؤمنين بعد عمر ابن الخطاب . ومن أجل ذلك وحده . لم يبايع له عبد الرحمن يبايع له . " فالاجتهاد " شعار من شعارات " على " من بادئ الأمر . وشعارات الشيعة من بعده . ومن ذلك لم يصغ عظماؤهم إلى ذلك الصوت البغيض الذين أعلن إقفال باب الاجتهاد في القرن الرابع الهجري ، لتنفتح أبواب التقليد ، وتخبو شعلة الفكر . بل شهد الشيعة في القرن الرابع ذاته نهضة شاملة تتراءى في أعمال عظمائهم . فاستعمال العقل أصل . والأصل لا يتعطل . وما الاجتهاد إلا الحرية الفكرية في استخلاص النتائج ، والنزاهة العلمية أو الاعتبار
[1] كتاب نحو تقنين جديد للمعاملات والعقوبات من الفقه الإسلامي : للمؤلف ( طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سنة 1974 الفقرات 3 إلى 73 والفقرات 93 إلى 127 ) .
290
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 290