دار الدنيا وكذلك قيل الأم تلقى ولدها في ذلك اليوم فتقول يا بني ألم يكن بطني لك وعاء فيقول بلى يا أماه فتقول ألم يكن ثديي لك سقاء فيقول بلى يا أماه فتقول له إن ذنوبي أثقلتني فأريد أن تحمل عني ذنبا واحدا فيقول إليك عني يا أماه فإني مشغول بنفسي فترجع عنه باكية وذلك تأويل قوله تعالى فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ قال ويتعلق الزوج بزوجته فيقول يا فلانة أي زوج كنت لك في الدنيا فتثني عليه خيرا وتقول نعم الزوج كنت لي فيقول لها أطلب منك حسنة واحدة لعلي أنجو بها مما ترين من دقة الحساب وخفة الميزان والجواز على الصراط فتقول له لا والله إني لا أطيق ذلك وإني لأخاف مثل ما تخافه أنت فيذهب عنها بقلب حزين حيران وذلك ورد في تأويل قوله تعالى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى يعني أن النفس المثقلة بالذنوب تسأل أهلها وقرابتها أن يحملوا عنها شيئا من حملها وذنوبها فإنهم لا يحملونه بل يكون حالهم يوم القيامة نفسي نفسي كما قال تعالى يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني جبرائيل قال بينما الخلائق وقوف في عرصة القيامة إذ أمر الله تعالى ملائكة النار أن يقودوا جهنم فيقودها سبعون ألف ملك بسبعين ألف زمام فيجد الخلائق حرها ووهجها من مسيرة شهر للراكب المجد وقد تطاير شررها وعلا زفيرها فإذا دنت من عرصة القيامة صارت ترمى بشرر كالقصر فلا يبقى يومئذ أحد من سائر الخلق إلا ويخر على وجهه وكل منهم ينادي يا رب نفسي نفسي إلا أنت يا نبي الله فإنك قائم تقول يا رب نجني وذريتي وشيعتي ومحب ذريتي قال فيطلب النبي أن تتأخر عنهم جهنم فيأمر الله تعالى خزنة جهنم أن يرجعوها إلى حيث أتت منه وذلك في تفسير قوله تعالى في سورة الفجر وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى يعني يومئذ أي يوم القيامة ومعنى يتذكر أي ابن آدم يتذكر ذنوبه ومعاصيه ويندم كيف ما قدم ماله ليقدم عليه يوم القيامة وقوله تعالى وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى أي