تعالى لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد أما ترى أن الله تعالى كفر من قال ثالث ثلاثة وكذا قول القائل واحد يريد به النوع من الجنس فهذا لا يجوز عليه لأنه تشبيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وأما الوجهان اللذان يثبتان له فقول القائل هو واحد يعني ليس في الأشياء له مثيل ولا شبيه وكذا قول القائل بأنه واحد بمعنى أنه أحدي المعنى أي لا ينقسم في عقل ولا وجود ولا وهم وقال رجل للصادق جعفر بن محمد عليه السلام أي شيء تعبد فقال الله فقال هل رأيته فقال لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس ولا يشبه بالناس موصوف بالآيات معروف بالعلامات لا يجور في حكمه ذلك الله لا إله إلا هو ربي عليه توكلت وإليه أنيب وقال له رجل يا أبا عبد الله أخبرني عن الله متى كان فقال له ويلك أخبرني أنت عن الله متى لم يكن حتى أخبرك متى كان وقال له رجل آخر لم يزل الله تعالى يعلم ويسمع ويبصر فقال ذات الله تعالى علامة سميعة بصيرة وسأله رجل فقال قوله تعالى وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ما هذا الغضب فقال العقاب يا هذا من زعم أن الله تعالى زال من شيء إلى شيء فقد وصفه بصفة المخلوق وأن الله تعالى لا يغيره شيء ولا يشبهه شيء وكلما وقع في الوهم فهو مخالفه وقال ذعلب اليماني لأمير المؤمنين عليه السلام هل رأيت ربك فقال له أفأعبد من لا أراه فقال فكيف تراه فقال لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان قريب من الأشياء من غير ملامسة بعيد منها من غير مباينة متكلم بلا روية مريد بلا همة صانع بلا جارحة لطيف لا يوصف بالخفا كبير لا يوصف بالحقا بصير لا يوصف بالحاسة رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته وتوجل القلوب من مخافته الذي لا يسبق له حال حالا فيكون أولا قبل أن يكون آخرا ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا كل يسمى بالوحدة غيره قليل وكل عزيز غيره ذليل وكل قوي غيره ضعيف وكل