responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي    جلد : 1  صفحه : 499


الذين يتولونه والذين هم به مشركون فلما تولوه دون الله وأشركوا به معه عوقبوا على ذلك بتسليطه عليهم وكانت هذه الولاية والإشراك عقوبة خلو القلب وفراغه من الإخلاص فإلهام البر والتقوى ثمرة هذا الإخلاص ونتيجته وإلهام الفجور عقوبة على خلوه من الإخلاص فإن قلت إن كان هذا الترك أمرا وجوديا عاد السؤال جذعا وإن كان أمرا عدميا فكيف يعاقب على العدم المحض قيل ليس هنا ترك هو كف النفس ومنعها عما تريده وتحبه فهذا قد يقال إنه أمر وجودي وإنما هنا عدم وخلو من أسباب الخير وهذا العدم هو محض خلوها مما هو أنفع شيء لها والعقوبة على الأمر العدمي هي بفعل السيئات لا بالعقوبات التي تناله بعد إقامة الحجة عليه بالرسل فلله فيه عقوبتان إحداهما جعله مذنبا خاطئا وهذه عقوبة عدم إخلاصه وإنابته وإقباله على الله وهذه العقوبة قد لا يحس بألمها ومضرتها لموافقتها شهوته وارادته وهي في الحقيقة من أعظم العقوبات والثانية العقوبات المؤلمة بعد فعله للسيئات وقد قرن الله تعالى بين هاتين العقوبتين في قوله تعالى * ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) * فهذه العقوبة الأولى ثم قال * ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) * فهذه العقوبة الثانية فإن قيل فهل كان يمكنهم أن يأتوا بالإخلاص والإنابة والمحبة له وحده من غير أن يخلق ذلك في قلوبهم ويجعلهم مخلصين له منيبين له محبين له أم ذلك محض جعله في قلوبهم وإلقائه فيها قيل لا بل هو محض منته وفضله وهو من أعظم الخير الذي هو بيده والخير كله في يديه ولا يقدر أحد أن يأخذ من الخير إلا ما أعطاه ولا يتقي من الشر إلا ما وقاه

499

نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست