نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 314
ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأما قوله محيط بكل شيء وفوقه وفي بعض النسخ محيط بكل شيء فوقه بحذف الواو من قوله فوقه والنسخة الأولى هي الصحيحة ومعناها أنه تعالى محيط بكل شيء وفوق كل شيء ومعنى الثانية أنه محيط بكل شيء فوق العرش وهذه والله أعلم إما أن يكون أسقطها بعض النساخ سهوا ثم استنسخ بعض الناس من تلك النسخة أو أن بعض المحرفين الضالين أسقطها قصدا للفساد وإنكارا لصفة الفوقية وإلا فقد قام الدليل على أن العرش فوق المخلوقات وليس فوقه شيء من المخلوقات فلا يبقى لقوله محيط بمعنى محيط بكل شيء فوق العرش والحالة هذه معنى إذ ليس فوق العرش من المخلوقات ما يحيط به فتعين ثبوت الواو ويكون المعنى أنه سبحانه محيط بكل شيء وفوق كل شيء أما كونه محيطا بكل شيء فقال تعالى * ( والله من ورائهم محيط ) * * ( ألا إنه بكل شيء محيط ) * * ( ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا ) * وليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلك وأن المخلوقات داخل ذاته المقدسة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وإنما المراد إحاطة عظمته وسعة علمه وقدرته وانها بالنسبة إلى عظمته كخردلة كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ما السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم ومن المعلوم ولله المثل الأعلى أن الواحد منا إذا كان عنده خردلة إن شاء قبضها وأحاط قبضته بها وان شاء جعلها تحته وهو في الحالين مباين لها عال عليها فوقها من جميع الوجوه فكيف بالعظيم الذي لا يحيط بعظمته وصف واصف فلو شاء لقبض السماوات والأرض
314
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 314