نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 303
يظن من يظن تغيير العلم إذا وقع الفعل ولو وقع الفعل لكان المعلوم وقوعه لا عدم وقوعه فيمتنع أن يحصل وقوع الفعل مع علم الله بعدم وقوعه بل إن وقع كان الله علم أنه يقع وإن لم يقع كان الله قد علم أنه لا يقع ونحن لا نعلم علم الله إلا بما يظهر وعلم الله مطابق للواقع فيمتنع أن يقع شيء يستلزم تغيير العلم بل أي شيء وقع كان هو المعلوم والعبد الذي لم يفعل لم يأت بما يغير العلم بل هو قادر على فعل لم يقع ولو وقع لكان الله قد علم أنه يقع لا أنه لا يقع وإذا قيل فمن عدم وقوعه يعلم الله أنه لا يقع فلو قدر العبد على وقوعه قدر على تغيير العلم قيل ليس الأمر كذلك بل العبد يقدر على وقوعه وهو لم يوقعه ولو أوقعه لم يكن المعلوم إلا وقوعه فمقدور العبد إذا وقع لم يكن المعلوم إلا وقوعه وهؤلاء فرضوا وقوعه مع العلم بعدم وقوعه وهو فرض محال وذلك بمنزلة من يقول افرض وقوعه مع عدم وقوعه وهو جمع بين النقيضين فإن قيل فإذا كان وقوعه مع علم الرب عدم وقوعه محالا لم يكن مقدورا قيل لفظ المحال مجمل وهذا ليس محالا لعدم استطاعته له ولا لعجزه عنه ولا لامتناعه في نفسه بل هو ممكن مقدور مستطاع ولكن إذا وقع كان الله عالما بأنه سيقع وإذا لم يقع كان عالما بأنه لا يقع فإذا فرض وقوعه مع انتفاء لازم الوقوع صار محالا من جهة إثبات الملزوم بدون لازمه وكل الأشياء بهذا الاعتبار هي محال مما يلزم هؤلاء أن لا يبقى أحد قادرا على شيء لا الرب ولا الخلق فإن الرب إذا علم من نفسه أنه سيفعل كذا لا يلزم من علمه ذلك انتفاء قدرته على تركه وكذلك إذا علم من نفسه أنه لا يفعله لا يلزم منه انتفاء قدرته على فعله فكذلك ما قدره من أفعال عباده والله تعالى أعلم قوله وذلك من عقد الايمان وأصول المعرفة والاعتراف بتوحيد
303
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 303