نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 246
فقيل كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده نقله ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ونقل عن الحسن البصري نحوه لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال كان الإسراء مناما وبين أن يقال كان بروحه دون جسده وبينهما فرق عظيم فعائشة ومعاوية رضي الله عنهما لم يقولا كان مناما وإنما قالا أسري بروحه ولم يفقد جسده وفرق ما بين الأمرين أن ما يراه النائم قد يكون أمثالا مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة فيرى كأنه قد عرج إلى السماء وذهب به إلى مكة وروحه لم تصعد ولم تذهب وانما ملك الرؤيا ضرب له المثال فما أراد أن الإسراء مناما وإنما أراد أن الروح ذاتها أسري بها ففارقت الجسد ثم عادت اليه ويجعلان هذا من خصائصه فإن غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكامل إلى السماء إلا بعد الموت وقيل كان الإسراء مرتين مرة يقظة ومرة مناما وأصحاب هذا القول كأنهم أرادوا الجمع بين حديث شريك وقوله ثم استيقظت وبين سائر الروايات وكذلك منهم من قال بل كان مرتين مرة قبل الوحي ومرة بعده ومنهم من قال بل ثلاث مرات مرة قبل الوحي ومرتين بعده وكلما اشتبه عليهم لفظ زادوا مرة للتوفيق وهذا يفعله ضعفاء أهل الحديث وإلا فالذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة قبل الهجرة بسنة وقيل بسنة وشهرين ذكره ابن عبد البر قال شمس الدين ابن القيم يا عجبا لهؤلاء الذين زعموا أنه كان مرارا كيف ساغ لهم ان يظنوا انه في كل مرة يفرض عليهم الصلوات خمسين ثم يتردد بين ربه وبين موسى
246
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 246