نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 216
عليه به ولم يمكنه دفع وروده دفع معناه وقال أحمله على خلاف ظاهره فإن قيل بل للحمل معنى آخر لم تذكروه وهو أن اللفظ لما استحال ان يراد به حقيقته وظاهره ولا يمكن تعطيله استدللنا بوروده وعدم إرادة ظاهره على أن مجازه هو المراد فحملناه عليه دلالة لا ابتداء قيل فهذا المعنى هو الإخبار عن المتكلم أنه أراده وهو إما صدق وإما كذب كما تقدم ومن الممتنع أن يريد خلاف حقيقته وظاهره ولا يبين للسامع المعنى الذي أراده بل يعرف بكلامه ما يؤكد إرادة الحقيقة ونحن لا نمنع أن المتكلم قد يريد بكلامه خلاف ظاهره إذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك ولكن المنكر أن يريد بكلامه خلاف حقيقته وظاهره إذا قصد البيان والإيضاح وإفهام مراده فكيف والمتكلم يؤكد كلامه بما ينفي المجاز ويكرره غير مرة ويضرب له الأمثال وقوله فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه أي سلم لنصوص الكتاب والسنة ولم يعترض عليها بالشكوك والشبه والتأويلات الفاسدة أو بقوله العقل يشهد بضد ما دل عليه النقل أو العقل أصل النقل فإذا عارضه قدمنا العقل وهذا لا يكون قط لكن إذا جاء ما يوهم مثل ذلك فإن كان النقل صحيحا فذلك الذي يدعى أنه معقول إنما هو مجهول ولو حقق النظر لظهر ذلك وإن كان النقل غير صحيح فلا يصلح للمعارضة فلا يتصور أن يتعارض عقل صريح ونقل صحيح أبدا ويعارض كلام من يقول ذلك بنظيره فيقال إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل لأن الجمع بين المدلولين جمع بين
216
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 216