نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 50
يكون الذي لم يزل يعود محدثا لم يكن ثم كان وأن يشير غير المؤلف مؤلفا ويلزم هؤلاء القوم أن يعرفونا من دبر السماوات والأرض وأدار الفلك هذه الثلاثة الأيام التي كان فيها ميتا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ثم يقال للقائلين بأن الباري تعالى ثلاثة أشياء أب وابن وروح القدس أخبرونا إذ هذه الأشياء لم تزل كلها وأنها مع ذات شيء واحد إن كان ذلك كما ذكرتم فبأي معنى استحق أن يكون أحدها يسمى أبا والثاني أبا وأنتم تقولون أن الثلاثة واحد وأن كل واحد منها هو الآخر فالأب هو الابن والابن هو الأب وهذا هو عين التخليط وإنجيلهم يبطل هذا بقولهم فيه سأقعد عن يمين أبي وبقولهم فيه إن القيامة لا يعلمها إلا الأب وحده وأن الابن لا يعلمها فهذا يوجب أن الابن ليس هو الأب وإن كانت الثلاثة متغايرة وهم لا يقولون بهذا فيلزمهم أن يكون في الابن معنى من الضعف أو من الحدوث أو من النقص به وجب أن ينحط عن درجة الأب والنقص ليس من صفة الذي لم يزل مع ما يدخل على من قال بهذا من وجوب أن تكون محدثة لحصر العدد وجرى طبيعة النقص والزيادة فيها على حسب ما قدمناه في حدوث العالم قال أبو محمد رضي الله عنه وقد لفق بعضهم أشياء قالوا أنها لا معنى لها إلا أننا ننبه عليها ليتبين هجنة قولهم وضعفه بحول الله تعالى وقوته وذلك أن بعضهم قال لما وجب أن يكون الباري تعالى حيا وعالما وجب أن تكون له حياة وعلم فحياته هي التي تسمى روح القدس وعلمه هو الذي يسمى الابن قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا من أغث ما يكون من الإحتجاج لأننا قد قدمنا أن الباري تعالى لا يوصف بشيء من هذا من طريق الاستدلال لكن من طريق السمع خاصة ولا يصح لهم دليل لا من إنجيلهم ولا من غيره من الكتب إن العلم يسمى ابنا ولا في كتبهم إن علم الله هو ابنه وقد أدعى بعضهم أن هذا تقتضيه اللغة اللاتينية إن علم العالم يقال فيه أنه ابنه
50
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 50