نام کتاب : وقفة مع الجزائري نویسنده : الشيخ حسن عبد الله جلد : 1 صفحه : 54
منصب النبوة أو الرسالة فإن منصب النبوة هو منصب تحمل الوحي ، ومنصب الرسالة هو منصب إبلاغه للناس ، وقد كان الخليل عليه السلام قائما بوظائفهما سنين طويلة قبل أن يعطى منصب الإمامة الذي هو منصب القيادة وتنفيذ الشريعة في المجتمع بقوة وقدرة ، أما هذا المنصب " الإمامة - فقد أعطي إياه في أخريات عمره ، يدل على ذلك أنه طلب هذا المنصب لبعض ذريته ، ومعلوم أنه رزق الذرية في الكبر ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) [1] وقد كان نبيا رسولا قبل أن يرزق الذرية ، فطلبه هذا المنصب لبعض ذريته يدل على وجود خلف وذرية له ، وإلا من غير المناسب " وخصوصا من الخليل الذي آيس من الذرية " أن يطلبه لمن لا يعلم بوجوده . فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا وأن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا وأن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وأن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له الأشياء قال : إني جاعلك للناس إماما ، قال فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السلام قال ( من ذريتي ، قال لا ينال عهدي الظالمين ) قال : لا يكون السفيه إمام التقي ) [2] . هذه هي بعض الأدلة على عصمة الإمام بما هو إمام ، أما الأدلة على عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فكثيرة منها : 1 - قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [3] وقبل أن نثبت دلالة هذه الآية على العصمة ، لا بد أولا من بيان مصداق مفهوم أهل البيت في الآية الكريم . إن