responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقفة مع الجزائري نویسنده : الشيخ حسن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 53


الفخر الرازي حيث صرح بذلك في تفسيره مفاتيح الغيب عند تفسيره للآية الكريمة فقال : ( إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع ، لا بد وأن يكون معصوما عن الخطأ إذ لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته ، فيكون ذلك أمرا بفعل الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ منهي عنه ، فهذا يقضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد ، وأنه محال ، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوما عن الخطأ ، فثبت قطعا أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوما ) [1] .
2 - قوله سبحانه وتعالى : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) [2] .
ففي الآية الكريمة أن إبراهيم عليه السلام لما أن قال له سبحانه وتعالى ( إني جاعلك للناس إماما ) طلب هذا المنصب لبعض ذريته بقوله كما يحكيه تعالى ( قال ومن ذريتي ) فرد الله عز وجل عليه بقوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ) فنفى أن ينال هذا المنصب الظالم ، والمراد بالظالم في الآية الكريمة مطلق من اتصف بهذه الصفة ولو في آن من آنات حياته ، فمن تلبس بالظلم ولو في آن ما فإنه لا يصلح أن يتولى منصب الإمامة حتى لو تاب من ظلمه . وعليه فإن الآية تدل على أن الإمام يجب أن يكون معصوما لأن الذي لا يمارس ظلما ولا يتلبس به هو المعصوم . وطبعا ليس المراد بمنصب الإمامة في الآية الكريمة والذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لإبراهيم عليه السلام هو



[1] مفاتيح الغيب 10 / 144 .
[2] البقرة / 124 .

53

نام کتاب : وقفة مع الجزائري نویسنده : الشيخ حسن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست